استشهد الأسير وليد دقة، من باقة الغربية، مساء اليوم الأحد، بحسب ما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان مشترك صدر عنهما وذلك بعد أن قضى في الأسْر أكثر من 38 عامًا، في ظلّ إهمال طبي متواصل بحقه من قِبل السلطات الإسرائيلية، التي حرمت عائلته مرارًا من زيارته، كما منعت محامين من ذلك أيضا.

وأكّدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، "استشهاد الأسير القائد المصاب بسرطان النخاع الشوكي وليد دقة (62 عاما) من باقة الغربية في الداخل والمعتقل منذ عام 1986". وأفادت تقارير أن دقة أستشهد في مستشفى "أساف هروفيه".

من أمام منزل عائلة الأسير وليد دقة في باقة الغربية،هذه الليلة، بعد وصول نبأ استشهاده | مواقع التواصل

بن غفير: كان يجب ان يُنهي حياته بعقوبة الإعدام

وعلّق وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على استشهاد الأسير دقة، في بيان مقتضب، قال خلاله: "للأسف، انتهت حياة وليد دقة بميتة طبيعية، وليس وفقا لتصوّري أنه كان من المفترض أن ينهي حياته في إطار عقوبة الإعدام للمخربين"، على حد قوله.

الإستشهاد بعد يوم من مطالبة العفو الدولية الإفراج عنه

ويأتي استشهاد الأسير وليد دقة، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية، إسرائيل بإطلاق سراح الأسير وليد دقة على خلفية حالته الصحية المتردية وتعرضه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتعذيب والإهانة والإهمال الطبي. وخلال هذه الفترة، نقل دقة إلى المستشفى مرتين بسبب تدهور حالته الصحية، حسب منظمة العفو، التي شددت في وقت سابق على "ضرورة إطلاق السلطات الإسرائيلية سراح وليد دقة فورًا لدواعٍ إنسانية، والسماح له بقضاء ما تبقى من حياته مع عائلته".

وقفة إسناد مع الأسير وليد دقة، وتظهر في يمين الصورة زوجته سناء سلامة دقة | أرشيفية

أنهى محكوميته في آذار 2023

وفي 8 آب/ أغسطس 2023، رفضت محكمة إسرائيلية الإفراج المبكر عن الأسير الفلسطيني وليد دقة رغم خطورة وضعه الصحي.

وأنهى دقة فترة محكوميته البالغة 37 عاما منذ 24 آذار/ مارس 2023، لكن استمرت اسرائيل باعتقاله إثر إضافة سنتين على حكمه في 2018 بدعوى محاولته مساعدة الأسرى بالاتصال بعائلاتهم.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2022 جرى تشخيص إصابة دقة بسرطان النخاع الشوكي ومشكلات صحية متعدّدة، منها أمراض تنفسية والتهاب في الرئة اليمنى.

سادس أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية

وكان وليد دقة أعتقل في آذار/مارس 1986. وبعد ذلك بعام أدانته محكمة عسكرية بتهمة قيادة جماعة مرتبطة بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اختطفت وقتلت الجندي الإسرائيلي موشيه تمام في 1984. ولم يُدَن بارتكاب جريمة القتل بنفسه، بل بإصدار أمر الى آخرين للقيام بعملية قتل الجندي. وحُكم عليه بالسجن المؤبد، لكن الحد الأعلى لهذا الحُكم حُدد في العام 2012 بـ37 عامًا أكملها دقة في آذار/مارس 2023. وهو يعتبر سادس أقدم أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.