أبرق مركز "عدالة"، اليوم الأربعاء، رسالة بالنيابة عن رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، إلى كلّ من المستشارة القضائية للحكومة، غالي برهاف-ميارا، المفوض العام للشرطة، يعكوف شبتاي، وقائد الشرطة في الناصرة، أيال كيهاتي، يطالبهم فيها بإيقاف التهديد والمضايقة والملاحقة والسلوك غير القانوني لشرطة الناصرة تجاه بركة.

وجاء في نصّ الرسالة، التي أرسلها المدير العام لمركز عدالة، د. حسن جبارين، أن بركة، هو رئيس للجنة المتابعة العليا، التي تشمل كافة الأطياف السياسية والبلدية والأهلية للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل، وملاحقته ومحاولة قمعه من تأدية مهامه في إطار هذه الصفة، لهي قمع وملاحقة للجماهير العربية في الداخل ككل، وهي سياسية بامتياز.

رسالة تهديد من قائد شرطة الناصرة

وكان بركة قد تلقى رسالة تهديد من قائد محطة شرطة الناصرة عبر تطبيق "واتساب" يحذره فيها من التخطيط لأي مظاهرة قادمة قد تعلنها المتابعة ضد الحرب في غزة. وجاءت الرسالة في اعقاب سحب بركة التماسه الأخير بشأن تنظيم وقفة احتجاجية في الناصرة، حتى لا تكون هناك سابقة قانونية في المحاكم ضد حرية تنظيم المظاهرات وتحديد مكانها وتوقيتها. وكان سبق ذلك توقيف بركة لعدة ساعات بحجة تنظيم تظاهرة.

"ادعاء مغالط ومضلل"

وقال مركز عدالة ان قائد محطة شرطة الناصرة ادعى، بشكل مغالط ومضلل، أن التخطيط لمظاهرات أو وقفات اجتجاجية هو منافٍ لقرار المحكمة (...) ولن يتهاون عن قمع أي نشاط احتجاجي سيتنظم في قابل الأيام".

وأوضحت الرسالة أن قرار المحكمة الذي افترض "صحة إدارة السلطة وعمل الشرطة" لم يمنع إقامة وقفات احتجاجية، ولم يكلّف الراغبين في تنظيمها وحضورها إذنًا من الشرطة، ولم تقر أي صلاحية للشرطة في تحديد شروط انعقاد أي نشاط احتجاجي من هذا النوع.

مراقبة بركة ورصد تحركاته

وقال عدالة: والأمر لم ينتهِ عند هذه الرسالة، بل بعثت الشرطة بعناصر متخفين إلى جوار منزل السيد محمد بركة في مدينة شفاعمرو، بهدف مراقبته ورصد تحركاته، وقامت بمداهمته على طريق عيلوط مع تعزيزات أخرى وإيقافه وسؤاله عن وجهته بينما كان في طريقه إلى مستشفى في الناصرة.

واكد عدالة ان مثل هذه الملاحقة غير مقبولة بأي شكل، وليس بنطاق صلاحية قائد محطة أو أي شرطة.

"عدالة": ممارسات غير قانونية 

كما اكد مركز عدالة إن قائد محطة شرطة الناصرة يتصرف كما يحلو له وخارج نطاق صلاحياته وفق القانون، وذلك في محاولته لترهيب وردع وقمع سياسي لرئيس المتابعة ممثلًا عن الجمهور العربي، وعليه طالب المركز "بوضع حد لهذه الأساليب غير القانونية، قراءته المغلوطة لقرار المحكمة، والأدهى من ذلك كله، ملاحقته وتهديده للمواطنين وأمره بمراقبتهم وتتبعهم واختراق خصوصيتهم دون سلطة تخوله بذلك مخالفًا بذلك القانون. كل هذه الأعمال تثير شبهات بارتكاب مخالفات جنائية وتأديبية".

بركة: هذا ارهاب لن يثنينا

وعقب بركة على هذه الملاحقة قائلاً: "إن هذا الإرهاب لن يثنينا عن واجباتنا الوطنية تجاه شعبنا، ولن يجدي نفعًا، وانتمائنا لشعبنا وآلامه في غزة هو إيمان راسخ لن يتزعزع، ونحن على القدر الكافي من عمق الانتماء والمسؤولية لكي نقوّض كل مؤامرات المؤسسة الإسرائيلية لاستهداف شعبنا في كافة أماكن تواجده".