أخبارنا

شادي بلان: حصاد السينما الفلسطينية عام 2015

 

في هذا التقرير نرصد افلاما صورت وظهرت للنور خلال العام من توقيع مخرجين فلسطينيين تناولوا في أفلامهم الانسان والمجتمع الفلسطيني.

 

 

قائمة افلام هذا العام تخلو من اسماء مخرجين مخضرمين لعبوا دورا مهما في تأسيس سينما فلسطينية ناجحة على صعيد المهرجانات، فغابت افلام المخرجين ايليا سليمان وميشيل خليفة ورشيد مشهراوي وتوفيق ابو وائل ونجوى مجار وان ماري جاسر وآخرين والوحيد الذي قدم فيلما جديدا هذا العام هو المخرج هاني ابو اسعد (يا طير الطاير) الذي رُشِّح مرّتيْن لنيل جائزة الأوسكار عن فيلميه السابقين: "الجنة الآن" و"عمر"، فيلاحظ ان 9 من اصل الافلام العشرة في عام 2015 هي من توقيع مخرجين جدد قدموا باكورة اعمالهم السينمائية الطويلة ليضخا دما جديدا في السينما الروائية، ابرزهما المخرجان الاخوان عرب وطرزان ناصر حيث تنافس في شهر ايار شريطهما السينمائي الطويل الاول "ديجرادية"، بإطار مسابقة "أسبوع النقاد" في مهرجان كان السينمائي، وعكس الفيلم صورة مؤلمة وساخرة عن واقع المرأة والشعب الفلسطينيي الراهن، من خلال 12 امرأة تواجدن في صالون تجميل في غزة أنهكهن الاحتلال والانقسام والقمع ، تحمل كل منهن قصة مختلفة ونماذج للمشاكل الاجتماعية والسياسية التي يواجهها الفلسطيني المنكسر. شارك في بطولتة هيام عباس، منال عوض، ميساء عبد الهادي، ريم تلحمي، هدى لحام، رنيم داههود وطرزان ناصر. تجول الفيلم في عددٍ من المهرجانات المهمة ومنها: "لندن" و"تورنتو" وفاز في جائزة افضل فيلم في مهرجان اثينا السينمائي وبالجائزة الكبرى "العناب الذهبي" في مهرجان الفيلم المتوسطي في الجزائر. وقد ساهمت فرنسا وقطر في انتاجه. وقد لعب التمويل الاجنبي والعربي، دورا مهما في دفع عملية الإنتاج في السينما الفلسطينية هذا العام حيث تمكن المخرجون في تحقيق مشاريعهم السينمائية بعد حصولهم على تمويل من أوروبا وبعض الدول العربية وتحديدا الإمارات الاردن وقطر.

 

 

ويعتبر فيلم المخرج هاني ابو اسعد "يا طير الطاير" الذي صوره مطلع العام صاحب الميزانية الاكبر بين الافلام الفلسطينية المنتجة وهو انتاج مشترك فلسطيني، اماراتي، قطري، هولندي بريطاني. وقد استوحى مخرجه قصته من حياة نجم ارب أيدول محمد عساف، الذي فاز في مسابقة البرنامج التلفزيوني الشهير عام 2013، حيث يروي الفيلم قصة شاب وشقيقته، يسعيان إلى تحويل العقبات التي تواجهما في حياتهما إلى نجاحات وانتصارات وجعل المستحيل ممكناً أمام الإرادة والإصرار، فيتغلّب على الصعاب، ويتمرّد على الفقر ليحقق حلمه. الفيلم سيناريو هاني ابو اسعد وسامح زعبي، تصوير ايهاب عسل وتمثيل: توفيق برهوم، هبة عطالله، قيس عطالله، نادين لبكي، عبد الكريم ابو بركة، احمد قاسم، منال عوض، عامر حليحل، اشرف برهوم، صبحي حصري، علي سليمان وميساء عبد الهادي. وبخلاف افلام هاني ابو اسعد السابقة "عمر" و"الجنة الان" لم يعرض الفيلم في مهرجان كبير مثل مهرجان كان او البندقية او برلين ولم يرشح لتمثيل فلسطين في الاوسكار حيث اقيم العرض الاحتفالي الاول للفيلم في شهر ايلول في مهرجان تورنتو السينمائي وثم في مهرجان لندن السينمائي وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان دبي السينمائي.

 

 

عرض في شهر شباط المخرج مؤيد عليان في مهرجان برلين السينمائي بإطار تظاهرة "بانوراما" فيلمه الروائي الطويل الاول "الحب السرقة ومشاكل أخرى" الذي تدور أحداثه حول شخصية "موسى" الذي يتورط  عندما يسرق سيارة فتتعقد الامور خاصة عندما يكتشف وجود جندي إسرائيلي مخطوف في صندوقها الخلفي فيجد نفسه في حالة فرار من الميليشيات الفلسطينية والمخابرات الإسرائيلية. شارك في بطولته سامي متواسي، رياض سليمان، مايا أبو الحيات وفالنتينا أبو عقصة.

 

 

بعد ان تميزت المخرجة مي المصري في السنوات الاخيرة بأفلامها التسجيلية قدمت في شهر ايلول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي فيلمها الروائي الاول "3000 ليلة" الذي تدور احداثه داخل سجن للنساء في اسرائيل حيث تُحبس المدرسة "ليال" ظلما مع سجينات سياسيات فلسطينيات ومجرمات إسرائيليات، تضع مولودها الأول خلف القضبان وتواجه مع رفيقاتها القمع والمذلّة وتكافح من أجل حماية ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل. الفيلم عرض في مهرجان لندن السينمائي وفي بوسان بكوريا الجنوبية وفاز جائزة الجمهور من مهرجان بلد الوليد السينمائي في إسبانيا. تلعب ميساء عبد الهادي دور "ليال" ويشاركها بالتمثيل كل من: نادرة عمران، رائدة ادون، لورا حوا، ركين سعد، اناهيض فياض وعبير حداد. وهو انتاج مشترك فلسطيني، اردني، لبناني، قطري، اماراتي فرنسي.

 

 

عرض في شهر كانون اول في مهرجان دبي السينمائي المخرج رفقي عساف فيلمه الروائي الاول "المنعطف" الذي تدور احداثه حول "راضي"، الذي يعيش في شاحنة فولكسفاغن صغيرة وقديمة صمم ديكورها بنفسه، يلتقي بثلاثة أشخاص غرباء، يتفق معهم على إيصالهم إلى وجهاتهم. ورغم صغر هذه الشاحنة إلا أن كل شخصٍ من هؤلاء الأربعة يدرك أنهم جميعاً على مفترق طرق في حياتهم الشخصية، وأن هذه الرحلة ستكون بمثابة تحدٍ روحي يحتاجونه لوضعهم على الطريق الصحيح مرة أخرى. يلعب بطولة الفيلم اشرف برهوم ويشاركه كل من: فاتنة ليلى، مازن معضم  وأشرف طلفاح وهو من تأليف سعاد بشناقو وهو انتاج مشترك اردني، مصري، فرنسي، اماراتي فلسطيني.

 

 

كما استضاف مهرجان دبي السينمائي العرض الاول لفيلم "المدينة" للمخرج عمر الشرقاوي الذي يروي  قصة "يوسف" القادم من الدنمارك لدفن والده في مدينة عربية فيعيش تجارب مخيبة لتوقعاته، فحادثة كان يمكن أن تكون عابرة تحولت إلى جريمة قتل أودت بيوسف إلى السجن، حيث يتغير مصير حياته كاملاً، بعد أن عاش قاع المدينة. تمثيل: عمر الشرقاوي، اشرف فرح، مكرم خوري، حازم محمود وصالح عليان.وهو انتاج مشترك فلسطيني، دنماركي واماراتي.

 

 

عرض المخرج محمد فرحان الكرمي في شهر اب في رام الله فيلمه الاول "ستائر العتمة" عن قصة وليد الهودلي التي اصدرها كرواية عام 2001 تدور احداث الفيلم حول "عامر" الذي اعتقل بعد تنفيذه هجوما على دورية إسرائيلية، لكنه رفض الاعتراف رغم تعرضه للتحقيق العنيف وهو من تمثيل محمد العاروري. وبعيدا عن الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي قدم المخرج ميسم كنعان فيلمه التشويقي "جلوكود"، الذي تدور احداثه حول جريمة قتل لأحد افراد مجموعة شبابية كانت تبحث عن لوحة فنية أثرية قديمة حيث توجه أصابع الإتهام نحو الجميع. وقد عرض الفيلم في حيفا وعكا وكرمئيل وحقق اقبالا جماهريا رغم تواضع مستوى الفيلم. قصة جميل سرحان، تمثيل: شاهر كنعان، محمد سلامة ونور مغربي.

 

 

ومن الافلام الفلسطينية التي سوف نراها في العام الجديد فيلم "امور شخصية" للمخرجة مهى حاج – ابو العسل التي كتبت سيناريو فيلمها الروائي الطويل الاول حول زوجين بعودان من الخارج لوطنهما. ويشارك في الادوار الرئيسية حنان حلو، ميساء عبد الهادي ودريد لداوي. كما اعلن مغني الراب تامر النفار عن مشاركة فيلمه "مفرق 48" في مهرجان برلين السينمائي القادم في شهر شباط 2016، ويلعب تامر بطولة الفيلم الذي كتب قصته بالاشتراك مع السيناريست الامريكي اورين موفيرمان، يروي الفيلم قصة حب مغني راب فلسطيني ومغنية شابة يواجهان العنصرية من قبل المجتمع الاسرائيلي ورغبتهن في تحقيق احلامهم بمجتمع محافظ في اللد. اخراج اودي الوني وبمشاركة: سلوى نقارة، سمر قبطي، سعيد دسوقي، سامح زقوط، عايد فضل وأديب صفدي. والفيلمين الاخيرين اعتمدا على التمويل الإسرائيلي من خلال صناديق السينما الإسرائيلية بمشاركة صناديق وشركات انتاج اوروبية وامريكية  وقد وواجه عدد من السينمائيين الفلسطينيين في الماضي أزمات عدة بسبب ذلك ومنهم علي نصار، ايلي سليمان وسهى عراف رغم انهم حافظوا بأفلامهم الممولة من صناديق إسرائيلية على هويتهم الوطنية وانتمائهم الوطني والقومي فرفض المهرجانات العربية مشاركة هذه الافلام وعرضها بذريعة التطبيع.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48