أخبارنا

المطران عطا الله حنا: القدس قطعة من السماء على الارض ونحن مطالبون بأن نحافظ عليها

 

انها مدينة نسكن فيها ولكنها ساكنة في وجداننا وفي عقولنا وفي ضمائرنا ، انها المدينة الرسالة،رسالة من السماء الى الارض ، رسالة سلام ومحبة واخوة .

 

 

انها المدينة المقدسة للديانات التوحيدية الثلاث وحاضنة اهم المقدسات والتاريخ والتراث الانساني .

 

 

وفي المسيحية هي ام الكنائس وفيها قدم السيد المسيح كل ما قدمه للانسانية ومنها انطلق نوره لكي ينير ظلمات هذا العالم .

 

 

مشى في شوراعها حاملا صليبه وفيها تألم وصلب ومات ودفن وقام من بين الاموات ، هذه الاحداث الخلاصية التي تعتبر ركنا اساسيا من اركان ايماننا المسيحي .

 

 

وفي هذه المدينة المقدسة اجتمع الرسل القديسين يوم العنصرة اذ انسكبت عليهم نعمة الروح القدس على هيئة ألسنة نارية فانطلقوا مبشرين ومنادين بالمسيحية في مشارق الارض ومغاربها .

 

 

انها المركز المسيحي الاول ومع احترامنا لكافة المراكز المسيحية شرقا وغربا تبقى مدينة القدس هي المكان الذي منه انطلقت رسالة الايمان الى كل مكان في هذا العالم .

 

 

انها بركة كبيرة ان نكون في هذه المدينة المقدسة بجوار القبر المقدس والجلجلة المباركة وان نكون قريبين من مغارة الميلاد وجبل التجلي وناصرة البشارة .

 

 

ان من يأتي الى الارض المقدسة زائرا يكتشف انجيلا جديدا يضاف الى الاناجيل الاربعة المتداولة انه الانجيل الخامس الذي يعاينه الزائرون والحجاج من خلال زيارتهم للاماكن المقدسة المرتبطة بحياة السيد على الارض .

 

 

ان كنيسة القدس هي اعرق واقدم كنيسة في العالم بالرغم من كل الالام والجراح والظروف التاريخية المأساوية التي مرت بها قديما وحديثا ، ولكنها تبقى كنيسة لها اشعاع روحي ولها رسالة انسانية حضارية ليس فقط من خلال الحفاظ على الاماكن المقدسة وانما ايضا الحفاظ على الحضور المسيحي العريق في هذه الديار.

 

 

اننا نفتخر بانتماءنا الى هذه الكنيسة ولكن بدون تكبر وتعجرف ، فكنيسة القدس ليست حكرا على ابنائها انها كنيسة مرتبطة بكافة المسيحيين بالعالم الذين عندما يعيدون للقيامة يلتفتون الى القدس وعندما يعيدون للميلاد يلتفتون الى بيت لحم ، وفي كل عيد ومناسبة يلتفتون الى هذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين .

 

 

المسيحيون الفلسطينيون هم مؤتمنون ومطالبون بأن يحافظوا على هذه الوديعة الايمانية وان تبقى شعلة الايمان وهاجة منيرة مانحة البركة للجميع .

 

 

فنور القيامة الذي يُحتفى به في كنيسة القيامة هو نور للجميع يقدمه المسيح القائم من بين الاموات لعالمنا لكي يضيء الطريق امام الانسانية  ويزيل دياجير الظلمة والموت والخطيئة.

 

 

المسيحيون الفلسطينيون وان كانوا قلة في عددهم بسبب ما ألم بهم وبشعبهم الفلسطيني الا انهم مطالبون بأن يكونوا ملحا للارض وخميرة لهذه الديار ، وهم مدافعون حقيقيون عن حقوق شعبهم المظلوم ولن يقبلوا بأن يكونوا حياديين او متفرجين او مكتوفي الايدي امام هذا الظلم التاريخي المتواصل بحق شعبنا الفلسطيني .

 

 

من آمن بالمسيح دافع عن الانسان وعن كرامته وحريته ومن حمل الانجيل في قلبه تضامن وتعاطف مع كل انسان مكلوم ومحزون ومهجر ومظلوم .

 

 

لا تعلمنا المسيحية الصمت عندما يجب ان ننادي بالحق وان نطالب بالعدالة ونصرة المظلومين.

 

 

المسيحيون الفلسطينيون يطالبون بالحرية لشعبهم وحرية الشعب الفلسطيني هي حرية للمسيحي وللمسلم على السواء ذلك لأننا ننتمي الى شعب واحد وندافع عن قضية واحدة .

 

 

وقال سيادته بأننا منحازون لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة لأنها قضية شعب مظلوم يسعى من اجل الحرية والعدالة .

 

 

وتحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية باعتبارها رسالة اطلقتها كنائس القدس من قلب المعاناة وهي موجهة لكل مسيحيي العالم ولكل دعاة الحرية والكرامة الانسانية في عالمنا .

 

 

وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه صباح اليوم لدى استقباله وفدا من كلية الصليب المقدس الارثوذكسية في مدينة بوسطن الامريكية والذين يزورون الاراضي المقدسة في هذه الايام للتعرف على الاماكن المقدسة وعلى الحضور المسيحي في فلسطين .

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48