مع اقتراب وقف العدوان دون تحقيق أية اهداف عملية سوى التشريد والدمار، يبدو ان بعض المذيعين ومقدمي البرامج في شبكات التلفزة العبرية باتوا ينتقلون من طرف في التحريض والتعبئة، الى خدمة الاحتلال وأهدافه بشكل علني ومباشر، من خلال توجيه الرسائل الى أهالي غزة، دون أية اعتبارات لمهنة الصحافة ومهنيتها، وهي رسائل كنا نسمعها سابقًا على لسان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي!!
النموذج الصارخ من اليوم (الأربعاء) هو مقدم البرامج، شارون جال. فقد تصرّف، في افتتاحية برنامجة على القنال 13، الساعة الخامسة من هذا المساء، كأنه "شغّيل" لدى المخابرات الإسرائيلية. جال تحدث بالعربية، ووجه خطابًا الى أهالي غزة، دعاهم فيه الى الخروج والانقلاب على حماس. وهذا جزء مما قاله: "يا أهالي غزة الأعزاء... شوفوا بيوتكم، شوفوا شوارعكم، شوفوا اولادكم. الى متى ستكونون رهائن بقبضة حماس. أين هم الكبار الأبطال الآن وانتم تعانون من القصف ليل نهار. هم يختبئون كالجرذان في الأنفاق. العرق يسيل من جبينهم بسبب الخوف. ماذا فعلوا بأموالكم. هل هم حقًا يبالون بكم؟ أولادكم ألا يستحقون مستقبل أفضل بأمان؟ إعلموا ان حياتكم سوف لن تكون عادية حتى تنتفضون ضد هذه المنظمة الإرهابية التي هدمت بيتكم على رأسكم، ألا تعقلون؟".
ويبدو ان جال لم ينتبه الى انه يعترف، هنا، بشكل مباشر، بأن القصف الاحتلالي هو على المناطق المدنية والسكنية ويصيب المدنيين، وليس كما تدعي إسرائيل، حين يقول "انتم تعانون من القصف ليل نهار". لكن في كل الأحوال هذا النموذج، هنا، يشير بشكل واضح، كيف يتحوّل الإعلام العبري الى أداة في آلة الحرب والعدوان، في مثل هذه الظروف، ويتبنى خطاب المؤسسة دون أي دور لأي عمل صحفي حقيقي وموضوعي.
والملفت ان هذه المرة، على خلاف المرات السابقة، يتصرف أغلب الصحفيين والمحللين والمذيعين بشكل أكثر وضوحًا يفضح تبني الرواية الإسرائيلية بالكامل، الى جانب المساهمة المباشرة في التحريض وقلب الحقائق ومنع الصورة الحقيقية من الوصول الى الرأي العام. كما ان اغلبية المراسلين والمحللين يدعون بشكل واضح الى المزيد من الضربات على قطاع غزة وعدم وقف إطلاق النار، وهم بذلك انسحبوا من مهنتهم الصحفية ودورهم الصحفي وتحولوا الى جزء من الاحتلال وأهدافه.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48