الإعلام العبري لم يتعلم شيئًا: تحولت وسائل الإعلام العبرية، هذه الأيام، الى أداة تحريض منفلت على المواطنين العرب على خلفية أعمال التضامن الطبيعية والاحتجاج الشرعي التي تقام في مختلف المدن والقرى العربية والمدن المختلطة.
ومن يراقب وسائل الاعلام العبرية، المرئية والمكتوبة، يلحظ على الفور ان المذيعين والمحللين والمراسلين العبريين باتوا بوقًا للرواية الإسرائيلية الصادرة عن الناطق بلسان الشرطة او الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، فيما يتعلق بالأحداث بالقدس أو قطاع غزة أو داخل إسرائيل.
ولا يخلو أي نقاش على شبكات التلفزة العبرية من توجيه الاتهامات القاسية الى المواطنين العرب، ووصفهم بأقذع الأوصاف، واعتبار أي مظاهرة او عمل احتجاجي طبيعي على انه "عمل متطرف" و"أعمال شغب" و"أعمال معادية" و"أعمال عنف"، دون فحص ما يحدث حقيقة في هذه المظاهرات، انما يجري تبنّي رواية الشرطة الإسرائيلية وترديدها على الفور.
والملفت هذه الهجمة من قبل مذيعين ومحللين على الضيوف العرب، رغم قلتهم، حيث لا يُعطى للضيف العربي ان يقول ما يريد قوله، ويمنعونه على الفور من خلال مقاطعته حينما يبدأ بالحديث بلغة لا تروق للإجماع الحاصل داخل الأستوديو.
ويتعامل الاعلام العبري مع العربي وكأنه يجب ان يحصل من المذيعين والمحللين على "شهادة حسن سلوك"، من خلال مطالبته علنًا بـ "الاعتذار" أو "إدانة اعمال الشغب" وغيرها من المصطلحات، وكأن على العربي ان يستخدم لغة تروق الى الأذن اليهودية، دون أعطاء أية إمكانية لعرض مواقف مخالفة ومختلفة، او سرد روايات تتناقض وتكذّب روايات الشرطة، في كل ما يتعلق بالأحداث الجارية في مدن وقرى عربية، والمدن المختلطة، مثل اللد والرملة وحيفا وعكا وطمرة والناصرة والنقب وغيرها.
وللتدليل على تجنّد الإعلام العبري للرواية الإسرائيلية الرسمية، دون عناء فحص مصداقيتها حتى، هو اللغة المستخدمة تجاه المتظاهرين. ففي حين يتم وصف سوائب المستوطنين الذين يستفزون العرب في الرملة أو اللد أو الشيخ جرّاح بـ "المتظاهرين"، يجري تسمية المتظاهرين العرب في اللد والرملة ويافا وعكا وحيفا والناصرة مثلا بـ "مثيري الشغب" و"أعمال العنف" وليس بـ "المتظاهرين"!
ويبدو ان الاعلام العبري غارق، في هذه الاثناء، بمصطلحاته التحريضية ضد العرب، الى درجة التداول بما يجري بالمدن والقرى العربية من خلال وجوه يهودية، بالأغلب، دون محاولة احضار عرب الى الأستوديوهات لعرض مواقف العرب الحقيقية والأسباب الشرعية التي تقف وراء خروجهم الى المظاهرات، وبالمقابل لاخفاء أي انتقاد – مهما كان - لتعامل الشرطة مع المتظاهرين العرب، او استفزاز المستوطنين في بعض البلدات، وهو ما يشي بالتوجه العام الجاري داخل الاعلام العبري في كل ما يتعلق بالمواطنين العرب، حيث لا يريد سماع روايتهم، انما يتخندق بالكامل خلف الرواية الاسرائيلية الرسمية.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48