أكد النائبان محمد بركة، ودوف حنين، كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بحث أجرته لجنة التعليم البرلمانية، أن سياسة وزيرة الثقافة ليمور ليفنات، تحجب الميزانيات عن المجتمع العربي بقصد ضرب المجال الثقافي لديه، وأن الحل يكمن في قلب هذه السياسة رأسا على عقب.
طاقات عالمية
وقال النائب محمد بركة في كلمته، إن وضعية ميزانيات الثقافة الشحيحة وشبه المعدومة للمجتمع العربي، نابعا من سياسة وزيرة الثقافة ليمور ليفنات، ومن أجندتها السياسية، فحينما كان غيرها في الوزارة، ومنهم الوزير السابق غالب مجادلة، كان الوضع مختلفا نوعا ما، وحتى كان من اعتقد أنه بالغ، ولكن هذا لم يكن صحيحا، بل بقيت الفجوة كبيرة بين الميزانيات للعرب وتلك التي لليهود، والأرقام تثبت، والوزيرة الحالية تعمل على اقصاء العرب عن توزيع الموارد والميزانيات.
وتابع بركة قائلا، إن هذا الوضع يزيد من حالة التي يتواجد فيها المجتمع العربي، الذي ثقافته وفنه يرتبط بلغته والحضارة التي ينتمي اليها، والبعد الاقليمي للحياة الثقافية لدى المواطنين العرب مغلق تقريبا، بسبب الظروف السياسية والاقليمية، مع بعض الاستثناءات، ومحليا فهو محدود، بسبب شح الموارد والميزانيات، بفعل السياسة القائمة، وهذا كله يخلق حالة حصار ثقافي، وهو أمر صعب.
وقال بركة، إن مجتمعنا في ابداع كبير، وأعطي نموذجين من نماذج أكثر، ففي هذه الأيام يجري في احدى المحطات العربية برنامج "عرب أيدول"، وفيه لأول مرة مشتركان من أبنائنا، وهو برنامج لكل العالم العربي، هيثم خلايلة من مجد الكروم ومنال موسى من دير الأسد، وهما اثنان من أصل تسعة مشتركين، ما زالوا في البرنامج بعد كل التصفيات التي سبقت، ولديه مستوى عظيم جدا من الفن، وإذا رأينا عددنا وحجمنا أمام العالم العربي كله، فإن تمثيلنا في هذا البرنامج أضعاف أضعاف نسبتنا.
وتابع بركة، كذلك، لدينا مخرج مبدع على مستوى عالمي، هاني ابو أسعد، الذي يحصد جوائز عالمية، ففيلمه "الجنة الآن" حصل على السعفة الذهبية، ووصل الى مراتب متقدمة جدا في الأوسكار، ما يعني ان لدينا طاقات على مستوى عالمي ولكن كثير منها يبقى محاصر بفعل العوامل السابق ذكرها، والجمهور الاسرائيلي لا يسمع عنا.
وشدد بركة، على أن سياسة الوزيرة تحاول الى جانب الانقطاع عن العالم العربي ثقافيا، أن تحاصر القدرات الثقافية والفنية التي لديه.
وقال بركة، هذه ليست الجلسة الاولى التي نبحث فيها ميزانيات المجتمع العربي من وزارة الثقافة، وتصدر توصيات تلو التوصيات، ولكن لا يوجد شيء يتحرك، وهذا لا يمكن ان يستمر.
المطلوب خطة عمل
وقال النائب دوف حنين، من كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إنه في لقاءات أجراها، لمس الطاقات الثقافية والفنية الكبيرة بين الجماهير العربية، المشكلة تكمن بشح الميزانيات المخصصة لتطوير الطاقات الفنية والثقافية وليس بعدم وجود هذه الطاقات. بالطبع يمكن أن يكون تفاوت بين رؤساء السلطات المحلية.
وأضاف حنين قائلا، إن تطوير المراكز الثقافية، لكن لا يمكن أن يقع المسؤولية على رؤساء السلطات المحلية، لأن الدولة هي التي لا تعمل على تطوير الثقافة بين كل السلطات المحلية العربية. في معظم السلطات العربية المحلية لا يتواجد مركز ثقافي، بناء المراكز الثقافية وتخصيص الميزانية هم الرافعة لتطوير الثقافة وزيادة إنتاج الأعمال الفنية كالسينما والمسرح وغيرها. مثال على ذلك المعرض الفني في أم الفحم، الذي يستضيف أعمال فنية كبيرة وأعداء كبيرة من الزوار، يهودا وعربا.
وطالب حنين الحكومة ببلورة خطة عمل لعدة سنوات لتطوير المراكز الثقافية في البلدات العربية، والعمل بشكل فوري لمعالجة الأسباب التي بسببها لا يتم تحويل الميزانيات للمراكز الثقافية العربية.
وشارك في الجلسة البير اندراوس، رئيس طاقم الجمعيات الثقافية العربية، الذي عرض نماذج عن سياسة التمييز وشح الميزانيات، مشددا على أنه رغم المتابعة والمطالبة فإن شيئا ما لا يتغير.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48