أكدت القائمة العربية الموحدة– الحركة الإسلاميّة، أنَّ قرارها بعدم التصويت على اقتراح قانون تمديد الموعد النهائي لإقرار الميزانية، أمس، والذي يؤدي إلى الذهاب لانتخابات جديدة، جاء لعدة اعتبارات، أبرزها:
أولًا: تصويتنا هو استمرار لنهج يقول: على العرب أن يكونوا قوة مستقلة مبادرة تصوّت وفق مصلحة المجتمع العربي ولا تدخل إلى صراعات اليمين واليسار، لأنه لا فرق بينهما أصلًا. في البارحة أثبتنا عكس ما كان يتهمنا به البعض، لأننا لو أردنا إنقاذ رئيس الحكومة لأنقذناه، ومزاودة كتلة الجبهة وحلفائها برئاسة النائب أيمن عودة سنتطرق لها في النقاط التالية.
ثانيًا: الصراع بالكنيست بالأمس لم يكن إحدى المعارك الوطنية لشعبنا، كما يصوّرها البعض، بل كان صراع جنرالات بين بنيامين نتنياهو وبنيامين جانتس، ونحن لسنا جزءًا من هذا الصراع، ولا نعلم لماذا يرفع البعض شارات الانتصار أثناء الخروج من معركة لا ناقة لنا فيها ولا بعير؟ والجدير ذكره أن البنيامين الثاني لم يحضر جلسة التصويت حتى، فمن الواضح أنه يعلم أن هناك من سيقوم بالواجب.
ثالثًا: لا ننكر أنّنا لم نطمح للخروج لانتخابات وأننا نراها لا تصبُّ بمصلحة مجتمعنا في هذه الفترة، بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها مجتمعنا، ولأنَّ كلَّ التّحليلات تقول: إنَّ الانتخابات القادمة ستنتج حكومة يمينيّة ومتطرفة أكثر، والسبب الأهم سنوضحه في النقطة التالية.
رابعًا: عَمِلَ نوابنا في السنة الأخيرة على أربعة ملفات كبيرة وهامة، والتي تصبّ في صلب عملنا الوطني لتثبيت وحماية شعبنا، وهي: خطة مكافحة العنف والجريمة، خطة إزالة المعوقات للتخطيط والبناء في المجتمع العربي، الاعتراف بعدة قرى في النقب، وخطة مساواة للعرب في سوق العمل. اجتازت هذه الملفات كلّ الموافقات المطلوبة، وتبقى الموافقة عليها من الحكومة. إنَّ عملنا على هذه الملفات لا يُنقِص من مجهود الآخرين، ولكننا أردنا فعليًّا إخراجها إلى حيز التنفيذ مثل ما فعلنا بتمديد الخطة الاقتصادية 922 دون شعارات أو خطابات سئمت الناس سماعها.
الخروج لانتخابات جديدة وحكومة جديدة معناه أن العمل يبدأ من جديد على كلِّ هذه الملفات المهمة، وللأسف كل يوم يمرّ دون إتمامها سيزداد الوضع سوءًا في مجتمعنا، ونقولها بكل وضوح: أراد البعض إفشال هذه الملفات خوفًا من أن يُحتسب إنجازًا يضرّ بنجوميتهم، واستمعوا إلى مهاجمتهم لكل خطوة نقوم بها، ستتأكدون من الأمر.
خامسًا: كانت التجربة في الفترة الأخيرة بعد طرح النهج إثباتًا على أن هناك قدرة على التأثير، إذا وضعنا أسلوب المعارضة جانبًا وكنا لاعبًا سياسيًا مبادرًا وفاعلًا، وأن العرب قادرون على مضاعفة وزنهم السياسي في الخارطة السياسية وإعادة تثبيت المكانة السياسية للعرب وفق هذا النهج، وأن الإنجاز هو مسألة وقت فقط، دون الحاجة للتعويل على أحد، ولنتذكّر كيف تصرف اليسار وجانتس قبل وبعد طرح النهج؟
سادسًا: قد يتساءل البعض عن سبب وجود معارضة وحملات تشويه كبيرة ضد نهجنا، والجواب بسيط: إنَّ اليسار الإسرائيلي ومن يتَّبعه يرى بنهجنا ضربًا لمصالحه، لأنه اعتاد أن يأخذ العرب معه دون مقابل، المقاطعة لها أسبابها التقليدية لمعارضة الأمر، والأحزاب الأخرى لها كوادر كبيرة تعتاش من وراء العمل الانتخابي، وترى بالانتخابات فرصة مادية، لهذا قد يشعر البعض بهذا الكم من المعارضة.
في الختام نقول: حافظنا وسنبقى محافظين على ثوابتنا الوطنية والعقائدية، ولا نرى في إسقاط أي أحد كأعلى سقف عملنا الوطني، ولا نرى فرقًا جوهريًا بين يمين ويسار في السياسة الإسرائيلية. ستبقى يدنا ممدودة لوحدة مجتمعنا وشعبنا على أن تكون هذه الوحدة لمصلحة شعبنا وليس لمصلحة جهات سياسية أخرى في الدولة، ونحن نعلم نبض الشارع العربي الذي ننتمي إليه، فمجتمعنا وشعبنا بحاجة إلى أمل وليس إلى انتخابات.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48