تواجه جمعيّة كيان- تنظيم نسوي، في الأيام الأخيرة هجمة شرسة حافلة بالتهديدات والكراهيّة والتحرّش الجنسيّ، يشنّها عليها جمهور مستاء من الخطوة الاستثنائيّة التي اتخذتها الجمعيّة لمساندة النساء المعنّفات. إذ أرسلت كيان رسالة نصّية إلى آلاف الهواتف الشخصيّة، ناشدت فيها النساء المعنّفات بالتوجه إلى خطّ الدعم الذي توفّره، كما حثّت بالرسالة كل من يعلم بحالات عنف ضدّ النساء بالتوجّه إلى الخط.

في أعقاب الخطوة انتشرت رسائل نصّية مضادة تتّهم كيان والجمعيّات النسويّة بتفكيك الأسرة والمجتمع والقيم الإسلاميّة... وتحذّر من نشاطها، إلى جانب تحذير نُشِرَ في موقع بوابة مدينة باقة الغربيّة يتّهم هذه بأنها مضللة ومشبوهة ويضعها في خانة واحدة مع رسائل النصب والاحتيال والتهديد وقروض السوق السوداء. وقد تواصلت كيان مع إدارة الموقع، التي تراجعت بدورها عن موقفها المسيء لعملها وحذفت المنشور، بعد أن تأكّد لها أن كيان هي جمعيّة نسويّة فلسطينيّة معروفة بمشاريعها لدعم النساء ورفع مكانة المرأة العربيّة، وأن الرسالة التي أرسلتها تأتي ضمن جهودها للحد من العنف المتزايد ضدّ النساء.

وقالت رفاه عنبتاوي مديرة كيان تعقيبًا على الهجمة: "العنف ضدّ النساء مشكلة كبيرة لا يعاني منها الذكور المستائين من الرسالة، بل آلاف النساء اللواتي يتعرّضن للعنف ولا يجدن مخرجًا قبل أن يصل هذا العنف الى درجة القتل. هذه الرسالة لم تأتِ لتفكيك الأسرة والمجتمع ولا للتعرّض لأي دين، بل جاءت لدعم نساء يعشن في ضائقة وخطر، ولا تسعى إلا لمساعدتهنّ. وإنه لمن غير المعقول أن تقف الجمعيّات النسويّة موقف الدفاع والاعتذار عن جهودها للحدّ من آفة العنف". علمًا أن إلى جانب الرسائل الغاضبة، العنيفة والبذيئة التي وصلت الجمعيّة، وصلت أيضا عشرات رسائل الشكر والتقدير لهذه الجهود، كما وصلت خط الدعم شكاوى من نساء يتعرّضن لعنف شديد، وباشرت الجمعية بتقديم الدعم اللازم لهن، مما يؤكّد على ضرورة استمرار الجهود لحماية النساء وإنقاذهن من العنف الذي يهدّد حياتهنّ وسلامتهنّ الجسديّة والنفسيّة.

تود جمعيّة كيان أن تستغل هذه الفرصة لتقول "إنتِ مش لحالِك" لكل امرأة تواجه العنف على أشكاله، وتناشد النساء المعنّفات والمهددات بعدم التردّد في طلب المساعدة. فيما يلى رقم خط الدعم 048641904

وخط الطوارئ 0548722166