أخبارنا

الإغلاق: طاسة وضايعة!

عن أي إغلاق يتحدثون؟ ثلاثة أيام لفرض الإغلاق العام في البلاد (الجمعة 18.9)، بينما من الصعب ان تجد أي أحد يعرف، بالضبط، ما هو المسموح وما هو المحظور. كل ساعة قرار، وقرار على قرار، وتعديل على تعديل. والنتيجة: الجمهور بحالة متاهة وضياع.

اللافت بالموضوع ان التعديلات التي أضيفت على القرار الأول تحوّل مهمة فهم قرار الإغلاق الى شبه مستحيلة. فبنود القرارات تناقض ذاتها، وبالأساس فتح المحلات والمتاجر والأسواق (القطاع الخاص)، وموضوعة تقييدات الـ 500 متر، وكلها جرى تعديلها أكثر من مرة حتى باتت غير مفهومة تمامًا.

القرار المرتقب يقول: التنقل من البيت فقط في حدود 500 متر ولأغراض حيوية. لكن يمكن الذهاب الى البحر، ولا علاقة للـ 500 متر بالموضوع (لغرض الرياضة وليس السباحة)!. ويمكن الخروج من البيت والقيام بفعاليات رياضية دون أية تقييدات بالمسافة، لا (500) ولا (800)!. وسُمح بفتح الأسواق (سوق "محانيه يهودا"، وبالتالي من المفترض كل الأسواق)!. وسُمح بإجراء مظاهرات!. وسُمح في الكُنس بالصلاة أيام الأعياد اليهودية خارج تقييدات الـ 10 أشخاص والـ 20 شخصًا!. وسُمح للقطاع الخاص، بما في ذلك المحلات والمتاجر والمصالح، الذهاب كالمعتاد الى العمل، يوميًا. فكيف من الممكن "السيطرة" على وضع من هذا النوع؟ كيف يمكن "السيطرة" على حركة التنقل؟ وكيف سيتم إلزام الجمهور بالبقاء في البيوت؟

كل شيء في هذه البلاد غير واضح. بلبلة تامة. لا تعليمات مفهومة. وكل قرار أو تعديل يزيد من حالة البلبلة. وهذا ما يحدث أيضًا بموضوع إغلاق البلدات الحمراء. فمن المفترض ان تنتهي مدة التقييدات الخاصة في البلدات الحمراء (40 بلدة)، بما في ذلك إغلاق المدارس والحظر الليلي المسائي، اليوم الثلاثاء. فهل ستعود المدارس الى العمل كالمعتاد يوم غد الأربعاء؟ لا أحد يعلم، حتى مدراء وإدارات المدارس وطواقم المعلمين لا يعلمون. والأهالي "لا حول ولا قوة". ثم ماذا حصل مع البلدات الحمراء؟ من هي اليوم؟ وهل كل مَن تم تعريفهم بالحمراء تغيّروا وتبدلوا أم بقيوا على حالهم وزادت بلدات أخرى على القائمة؟ وماذا مع يومي الأربعاء والخميس (حتى بدء الإغلاق العام الجمعة) في البلدات الحمراء؟ أي إجراءات من المفترض ان تتخذ هناك؟ أم انه سيتم منح الكورونا فترة "استراحة" لمدة يومين، حتى الوصول الى يوم الإغلاق العام؟

هذه أسئلة لا أجوبة عليها. وعلى ما يبدو لن تكون. الوصف الدقيق: "طاسة وضايعة". لذلك ليس مستغربًا تعامل الجمهور مع القرارات الحكومية بمزيج من الغضب والاستهزاء. فمن يتعامل مع موضوع كورونا بالاستهتار هي الحكومة نفسها ومتخذي القرارات فيها، وليس الجمهور الذي بات يتعامل بالمثل، وكردة فعل لما يحدث من فوضى. والدليل: ترك البلدات الحمراء لمدة يومين، وكأن "الخطر" الذي تحدثوا عنه قبل أسبوع قد زال، وكأن الدولة ليست على "كف عفريت" الكورونا!

• الكاتب رئيس تحرير أخبارنا – إحنا TV

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48