أخبارنا

عن "إغلاق ضبط النفس" والتلاعب بالتسميات!

التردد القائم في المجلس الوزاري المصغر الخاص بكورونا، والنقاشات الدائرة بين الجهات المختصة، لا يساعد على إعادة بناء الثقة بين الجمهور العام وبين متخذي القرارات في كل ما يتعلق بالإجراءات المفترضة للحد من انتشار فيروس كورونا.

بالأمس كتبت، اعتمادًا على حديث أجريته مع مختصين، ان عدد الإصابات اليومية قد يصل الى 4000 إصابة في غضون فترة قصيرة. لم أتوقع ان العدد سيرتفع الى أكثر من 3900 إصابة في غضون يوم واحد! هذا معناه ان الجهات المسؤولة فقدت السيطرة، وبالتالي فقدت القدرة على التحكّم، بالمطلق، بوتيرة انتشار الفيروس.

رغم كل ذلك النقاشات مستمرة: هل من المفترض إعلان إغلاق عام كامل في البلاد لمدة شهر، أم "إغلاق ضبط النفس المشدّد" لمدة شهر ؟! على هذا يدور النقاش الآن. والحديث عن "إغلاق ضبط النفس"، هو حديث جديد، ويعني التالي:

● تقييدات وتقليصات بعدد الموظفين والعمال في أماكن العمل.

● إغلاق المدارس.

● إغلاق متاجر ومصالح.

● إغلاق مطاعم.

● إغلاق مرافق ثقافية وترفيهية ومرافق قضاء وقت الفراغ.


وفي الأعياد اليهودية يضاف الى ذلك:


● منع الانتقال من بلدة الى بلدة.

● تحديد التجمعات داخل البيوت (10 أشخاص).

ما الفرق بين إغلاق كامل و"إغلاق ضبط النفس"؟ عمليًا لا يوجد فرق إلاّ بالتسمية. فإغلاق "ضبط النفس المشدّد" هو إغلاق شبه كامل، مع تعديلات هنا وتعديلات هناك. على هذا الأساس لا يمكن اعتبار النقاش الدائر إلاّ محاولة في "العلاقات العامة" لتجاوز ردة الفعل من خلال التلاعب بالتعابير والتسميات، على أمل إقناع الجمهور العام بضرورة فرض الإغلاق، دون تعرّض متخذي القرارات الى الانتقادات الغاضبة، كما بات يحدث مع كل قرار جديد.

قلنا 4000 إصابة يومية؟ في فترة الأعياد اليهودية سيرتفع العدد بشكل كبير. عندها ستكون أغلب المناطق في البلاد، وليست الـ 40 بلدة فقط، في إطار البلدات الحمراء. وبحسب التقديرات، ستكون حالة فوضى، خاصة في الجهاز الصحي، حيث قدرة المستشفيات الآن على استيعاب المرضى بشكل عام في ظل أزمة كورونا باتت تقترب من الصفر (الخط الأحمر).

الكورونا موجودة، لا جدوى من إنكارها. والتخبّط الحاصل بمعالجة الأزمة بالشكل الصحيح، والتوقيت المناسب، هو الذي أدى الى تفاقم الأزمة الصحية، كما الأزمة الاقتصادية التي ترافقها. ومع ذلك الحكومة مشلولة، لا جلسة ولا اجتماع، بينما هناك أصوات لرؤساء بلديات تنادي بعدم الالتزام بالتعليمات وخرقها، بحجة الاقتصادي ومعيشة الناس.

هذا خطأ وذاك خطأ. وللأسف، فان كل ما يحدث هو على حساب الناس، صحتهم وجيوبهم..!

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48