"هذه كارثة حقيقية" – بهذه الكلمات وصف مدير أزمة كورونا، بروفيسور روني غامزو، قبل قليل (الثلاثاء)، وتيرة تفشي فيروس كورونا في بعض البلدات العربية. والبلدات المقصودة هي: الناصرة، ام الفحم، رهط، الطيرة، كفرقاسم وسخنين.
في هذه البلدات عدد إصابات كورونا يتضاعف أسبوعيًا. وتسمية البلدات الستة (أعلاه) لا يعني اعفاء البلدات العربية الأخرى من مسؤولية الحد من تفشي كورونا فيها. فأغلب المجتمع العربي يعاني، في هذه اللحظات، من زيادة ملحوظة في حالات كورونا الجديدة، وبنسب متفاوتة.
بروفيسور غامزو، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي، أكد بان السبب الرئيسي في تفشي كورونا في المجتمع العربي هو الأعراس وبيوت العزاء ومختلف المناسبات. ماذا يعني ذلك؟ يعني ان البلدات العربية دخلت في "قائمة الخطر"، وهو ما يستدعي اتخاذ خطوات جريئة من شأنها ان تساهم في تقليص وتيرة الإصابات، ومن بينها:
01
وقف فوري للأعراس بقرار جماعي. فلا يعقل ان تكون الأعراس ومختلف المناسبات السبب الرئيسي لانتشار كورونا، ومع ذلك يتصرف الجمهور وكأن شيئًا لا يحدث.
02
وقف فوري لفتح بيوت العزاء. وليس هذا فقط، بل اقتصار مراسم الجنازة والدفن على العائلة المصغرة فقط.
03
وقف أية حالة من التجمهر، حتى داخل البيت الواحد او الأصدقاء. فمن غير الطبيعي ان تضم المناسبات العائلية او المناسبات بين الأصدقاء أعدادًا كبيرة من الحضور في ظل هذه المعطيات المقلقة.
هذه مسؤولية جماعية. فليس صدفة ان بروفيسور غامزو لم يكتفِ بوصف الحالة على انها "مقلقة" فقط، انما أضاف: "هذه كارثة حقيقية". وللتدليل فقط فان مؤشر وجود أية بلدة في إطار الخطر، واعتبارها بانها "بلدة حمراء"، لا يتوقف عند عدد الإصابات، انما بالأساس عند مضاعفة حالات الإصابة أسبوعيًا.
وعلى سبيل المثال فان بلدة تضم 80 ألف نسمة، وعدد الإصابات فيها 400 إصابة، فان المقياس ليس النسبة القليلة من الإصابات مقارنة مع عدد السكان، انما وتيرة مضاعفة العدد. فاذا كانت الإصابات قبل ثلاثة أسابيع 60 إصابة، وبعد أسبوع أصبحت 120 وبعد أسبوعين 240 وبعد ثلاثة أسابيع 480 فهذا يعني ان الوضع في مثل هذه البلدات خطير جدًا ويستدعي معالجة خاصة.
هكذا تقاس الخطورة في أية بلدة. وهذا ما نحن فيه وعليه الآن في بلداتنا العربية. وقبل ان يصبح الوضع أكثر تعقيدًا وخطورة فمن المفترض اتخاذ قرار شجاع وجريء يتعلق بالامتناع عن الذهاب الى الأعراس او الى مراسم الجنازات او بيوت العزاء، الى جانب الامتناع عن التجمهر داخل العائلة الواحدة او بين الأصدقاء.
هذه مسؤولية الجميع. وحان الوقت لاتخاذ مثل هذا القرار..!
بروفيسور غامزو قبل قليل (الثلاثاء): الوضع في البلدات العربية "كارثي"!
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48