ماذا يحدث في وزارة الصحة؟ يبدو ان استقالات الطواقم المهنية لن تتوقف عند استقالة مديرة طاقم خدمات "مركز استعلامات كورونا: صوت الصحة"، أييلت غرينباوم، اليوم الأربعاء، انما ستتلوها استقالات أخرى في الأيام القريبة. والسبب: مئات ألوف الرسائل التي صدرت بالخطأ والتي تطلب من المواطنين الدخول الى الحجر البيتي بسبب "التواجد الى جانب مريض كورونا"، بينما لا تمتلك طواقم مركز الاستعلامات الجواب للمواطنين المتوجهين إليهم حول دقة هذه الرسائل وصحتها.

وقد توجه الكثيرون، في الفترة الأخيرة، ممن وصلتهم رسائل (SMS) تطلب منهم الدخول الى الحجر البيتي فورًا، الى مركز الاستعلامات طالبين معرفة سبب وصول الرسائل إليهم وكذلك المكان الذي تواجدوا فيه، وعلى أساسه تم حجرهم في البيت. إلا ان طواقم مركز الاستعلامات لم تستطع الإجابة على تساؤلات المتوجهين، وكانوا يكتفون بالقول: هذه معلومات من جهاز "الشاباك"، وهو الجهة التي ترسل المعلومات بالحجر البيتي وفقًا لتحقيق يعتمد على تقنية الهواتف الخليوية فقط.

وكانت هذه الرسائل وصلت الى حوالي 300 ألف مواطن بالخطأ، بينما لا يوجد أي جواب لدى طواقم مركز الاستعلامات بالمكان المحدد الذي تواجد فيه كل من تلقى هذه الرسائل، ذلك ان "الشاباك" لا يعطي مثل هذه المعلومات، الأمر الذي بات يصعّب العمل في مركز الاستعلامات.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة، لأخبارنا إحنا TV، ان حالة من عدم الاستقرار تسود الطواقم المهنية في وزارة الصحة على خلفية الضغوطات التي يتعرضون لها بسبب أزمة كورونا وغياب الأجوبة لدى الطواقم في أعقاب تغيير السياسة وإعطاء صلاحيات لجهات أخرى لمعالجة الأزمة، مثل جهاز "الشاباك" وغيره، مما يبقي طواقم الوزارة بدون أجوبة يمكن منحها للجمهور الواسع. وأضاف المصدر: "هذا يزيد من الضغوطات على الطواقم المهنية التي باتت ترى انها لا تستطيع الوقوف امام توجهات الجمهور دون صلاحيات إعطاء أجوبة. وهناك من وصل الى نتيجة: تقديم الاستقالته من الوزارة"!

وربط المصدر ذاته استقالة مديرة مركز الاستعلامات، أييلت غرينباوم، بالرسائل الخاطئة وعدم إمكانية إعطاء أجوبة لتوجهات الجمهور. وأضاف: "ستكون استقالات أخرى على الطريق في الأيام القريبة"!

ويشار ان استقالة غرينباوم هي الثالثة في غضون فترة قصيرة، حيث كان مدير عام وزارة الصحة السابق، موشيه بار سيمان طوف، قد قدم استقالته في وقت سابق على خلفية "الضغوطات التي يتعرض لها من السياسيين"، كما نشر في حينه. كذلك استقالت بروفيسور سيغال سديتسكي، مديرة قسم صحة الجمهور في الوزارة، من منصبها، إثر "الضغوطات التي تعرضت لها" و"عدم الاستجابة لمطالبها"، مما أدى الى عودة تفشي فيروس كورونا بهذا الحجم الكبير. واليوم جاءت استقالة أييلت غرينباوم. ويبدو، بحسب المصدر المسؤول في الوزارة الذي تحدثنا معه، فان سلسلة الاستقالات ستستمر "وستكون استقالات جديدة خلال الساعات المقبلة"!