المتتبع لكيفية إدارة أزمة كورونا في البلاد لا يمكن إلاّ ان يخرج بهذا الاستنتاج: خربطة غير شكل وحالة شلل باتت ملموسة على مستوى اتخاذ القرار وتنفيذه في كل ما يتعلق بتفشي كورونا. وهذه هي الصورة الآن:
● عدم ثقة بالمجلس الوزاري المصغر. واتهامات متبادلة داخل مركبات الحكومة تحول دون اتخاذ أية خطوة عملية: قرارات من المفروض ان يجري تنفيذها يتم شطبها في الدقيقة التسعين. ضغوطات لا أوّل ولا آخر لها على السياسيين. توصيات تُقدم من وزارة الصحة وتبقى مع وقف التنفيذ.
● في غضون أسبوع واحد ثلاثة قرارات - اغلاق برك السباحة والمعاهد الرياضية، ثم إعادة فتحها، واليوم يجري الحديث عن الإغلاق مرة أخرى. كذلك يجري الحديث عن اغلاق المطاعم والعودة الى خدمات الارساليات.
● وزارة التربية والتعليم وضعت "خطة" للعام الدراسي القادم، لكنها بقيت حبرًا على ورق. المدارس غير جاهزة، والقوى البشرية غير مهيأة، والملاكات للتنفيذ معدومة. وها هي اليوم تتراجع عن تصريحاتها السابقة وتشكك في إمكانية افتتاح العام الدراسي القادم في موعده: الأول من أيلول، وحتى انها لا تعرف طريقة التعليم التي ستتبع: هل هو عن بُعد أو التقسيم الى مجموعات أو العودة الى الدراسة الاعتيادية.
● الأزمة الاقتصادية تزداد حدة، والخطة الاقتصادية لتعويض المستقلين ظهرت على انها بالون منفوخ في العلاقات العامة. مكاتب التأمين الوطني بدأت تستقبل طلبات التسجيل للبطالة في الموجة الثانية، بينما لم ينخفض عدد المعطلين عن العمل من الموجة الأولى عن الـ 900 ألف شخص.
كل ذلك يجري في وقت ترتفع فيه وتيرة الإصابات اليومية. اليوم الأربعاء: 1549 إصابة. أمس الثلاثاء: 1681 إصابة. المجموع في يومين: 3230 إصابة. أما عدد المرضى بحالات صعبة فقد تضاعف 6 مرات خلال أسبوعين، واليوم العدد: 195 حالة. هذا يعني انه إذا استمرت وتيرة ارتفاع الإصابات، كما هي عليه اليوم، فان الوصول الى 1000 مريض بحالة صعبة هو مسألة أسابيع قليلة فقط!
هذا "السيناريو"، بالضبط، ما تتخوّف منه الجهات المسؤولة في البلاد، وبالأخص العاملة في المجال الصحي. الضغوطات على المستشفيات وصناديق المرضى باتت موجودة من اليوم. ليس هناك أي تعليمات واضحة للمستشفيات، ومدراء المستشفيات باتوا يعلنون بشكل صريح انهم غير قادرين على الوقوف أمام حالات الضغط الجارية نتيجة تزايد الفحوصات واكتشاف حالات جديدة من الإصابات. ويتخوّف هؤلاء من انهيار الجهاز الصحي، وعدم توفير أجوبة في وضعية معينة، وبالذات في كل ما يتعلق بأجهزة التنفس الاصطناعي.
الأزمة ليست كورونا فقط. انها أزمة إدارة الأزمة. لا عنوان الآن. ويخال أحيانًا ان الحكومة تمارس لعبة "الفُنّينة": تضع مجموعة قرارات وتحرك الفُنّينة. أين تقف يكون القرار. يعني "تركوها" للحظ: انت و"شنصَك" بالـ "فُنّينة"!
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48