تعامل وزارتي التربية والتعليم، الى جانب وزارة المالية، مع جمهور المعلمات والمعلمين فيما يتعلق بـ "تمديد أيام التعليم في العطلة الصيفية"، تجاوز كل لباقة مهنية وحتى أخلاقية، ووضع عشرات ألوف المعلمين والمعلمات، بنظر الرأي العام، في "خانة سلبية".
ويبدو ان الحكومة أرادت تحويل المعلمات والمعلمين الى "ملطشة" بهدف الاستفادة لحرف الأنظار عن الأمر الأساسي: التقصير الحكومي الحاصل والمجازفة بصحة الجمهور والتخبط في معالجة تفشي "كورونا" وعدم وجود أية استراتيجية، في وقت تؤكد الطواقم المهنية في وزارة الصحة ان البلاد تتعرض لموجة ثانية من الفيروس، هي أقوى من الأولى، وان التزايد الكبير في عدد إصابات "كورونا" بين صغار السن مرده فتح المدارس بهذا الشكل وبدون وجود الحد الأدنى من شروط الوقاية وضمان صحة الطلاب والطواقم التدريسية.
التوجه الى محكمة العمل من قبل وزارتي التربية والتعليم والمالية، الى جانب مركز الحكم المحلي،يعني ان الشريحة الأكثر ضعفًا، بنظر الحكومة، هي شريحة المعلمات والمعلمين. وهي تطالبهم، عمليًا، بأن يكونوا "بيبي سيتر"، لا أكثر، لضمان عدم حدوث أية تشويشات في "العجلة الاقتصادية"، وحتى بدون تعويض في الرواتب على الأيام الإضافية المُطالَبين بها في إطار طلب تمديد التعليم، وكان الأيام الـ 9 المقصودة ستنقذ الاقتصاد!!
رئيس منظمة المعلمين، ران إيرز، يرفض هذا الطلب. ومنظمة المعلمين تؤكد ان لا أساس قانوني لطلب التمديد. وأكثر من ذلك: تحذر من محاولة وزارة التربية والتعليم تشويه صورة المعلمات والمعلمين ومحاولة إلصاق "تهمة "التقصير بحقهم وتصويرهم وكأنهم لم يقوموا بواجبهم بما فيه الكفاية في أزمة كورونا، وبالتالي عليهم تعويض الجهاز التعليمي 9 أيام إضافية للتغطية على هذا "التقصير". هذا هو الاستنتاج الوحيد من طلب "التمديد" وهذا ما علق في ذهنية وخلفية الرأي العام من كل النقاش الدائر، الذي افتعلته وزارة التربية والتعليم خوفًا من عدم تنفيذ الاتفاق مع نقابة المعلمين بتمديد التعليم في المدارس الابتدائية حتى 13 تموز القادم، على خلفية ربط رئيسة النقابة، يافه بن دافيد، تنفيذ هذا الاتفاق بقيام الاعداديات بالتمديد أيضًا وفقًا لما تسميه بـ "التساوي في التعامل".
من المفترض ان تعلن محكمة العمل، اليوم الخميس، قرارها. ومهما كان القرار، فان الإساءة التي حصلت للمعلمات والمعلمين لن تعوضها لا قرارات محكمة ولا غيرها، مع العلم ان جمهور المعلمات والمعلمين كان الأكثر عملاً وجهدًا منذ اليوم الأول من أزمة "كورونا"، وقاموا بتفعيل التعليم عن بُعد، مما ضاعف عملهم، من حيث ساعات العمل اليومية التي زادت بكثير عن الدوام التعليمي العادي داخل المدارس، ومن حيث الجهد، ناهيك عن الضغوطات التي رافقتهم خلال هذه التجربة الجديدة (التعليم عن بعد ومستحقاته).
وبدلاً من ان تقول وزارة التربية والتعليم لهم: شكرًا، حاولت تشويه صورتهم وقامت عمليًا بشيطنتهم أمام الرأي العام.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48