إذا أردنا ان نلخص الكلمة المتلفزة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قبل قليل (مساء الخميس)، فيمكن القول: لم يأتِ بأي جديد، سوى عبارة "مامي"، التي استخدمها اكثر من مرة لاختصار ثلاث كلمات بالعبرية: الكمامات (مسيخوت)، البُعد (مرحاك)، والأيدي (يدايم).
فبدلاً من إعطاء أجوبة وحلول لارتفاع دالة الإصابة بكورونا في الأيام الأخيرة، نتيجة قرارات الحكومة، اختار نتنياهو إلهاء الرأي العام الإسرائيلي بـ "الإنجازات الاقتصادية"، او كما قال: "الاقتصاد الإسرائيلي ينتعش من جديد" ويعود الى الاقتراب من السقف الذي كان عليه قبل بدء أزمة كورونا!!
هل أزمة كورونا من ورائنا؟! بالتأكيد لا. ففي اليوم الأخير تم تسجيل 230 إصابة جديدة بكورونا. وهو مؤشر يستدعي فحص قرارات الحكومة، وبالذات الإبقاء على فتح المدارس، خاصة وان المعطيات تشير الى ان أكثر من ثلث الإصابات بكورونا هي بين الطلاب والمعلمين، الى جانب تضاعف عدد الإصابات بين صغار السن مقارنة مع الفترة الأولى من أزمة كورونا.
والمعطيات كالتالي: عدد الإصابات من جيل صفر الى 9 سنوات تضاعف في الفترة الأخيرة مقارنة مع الفترة الأولى من تفشي كورونا، ووصل الآن الى نسبة 11,2% من مجمل الحالات، بينما عدد الإصابات من جيل 11 عامًا الى 19 عامًا وصل الى 23% من مجمل الإصابات، وقد كان في الفترة الأولى 16%.
نتنياهو حذر من استمرار ارتفاع دالة الإصابات. وقال انه اذا تواصلت، كما هي اليوم، ستصل البلاد خلال 10 أيام، الى ما كانت عليه في الفترة الأولى من أزمة كورونا: اكثر من 800 إصابة في اليوم! وهنا اضطر الى القول: "عندها سنعود الى التقييدات والاغلاق من جديد".
لكنه، رغم التخوفات التي أبداها في كلمته المصورة، إختار، في هذه المرحلة، وصف الحالة فقط، والحديث عن المعروف قبل كلمته. وكل ذلك في يوم ارتفع فيه عدد الإصابات بأكثر من 20% مقارنة بيوم أمس! والسؤال: هل كلمة نتنياهو هذه الليلة، بمضمونها، أعطت جديدًا عمليًا لوقف الانتشار السريع لكورونا؟ الجواب، بطبيعة الحال، سلبي. كل ما حاول قوله نتنياهو: الاقتصاد ثم الاقتصاد ثم الاقتصاد. وهو ما يشير الى التردد الحاصل في الحكومة لاتخاذ أي قرار تستوجبه المتطلبات الصحية، في ضوء المعطيات الجديدة، وبالتالي كان التركيز في على الاقتصاد، كورقة لإسكات الجمهور العام، على الأقل، في هذه المرحلة، ومنع الحديث عن عدم معالجة الحكومة للمخاطر الصحية المترتبة على استمرار ارتفاع وتيرة الإصابات بكورونا في البلاد.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48