أخبارنا

كورونا؛ ماذا وراء وضع العرب في سياق سلوك الحريديم؟!

حاولت بعض الأوساط الرسمية الاسرائيلية، ولحقتها بعض الاوساط الاعلامية العبرية، طوال هذا اليوم (الأحد 29.3.2020)، الحديث اكثر من مرة عن "وجه الشبه" في سلوك المتدينين اليهود "الحريديم" وسلوك المجتمع العربي ارتباطًا بعدم التقيّد بالتعليمات المرتبطة بالحد من انتشار فيروس كورونا، وبالتالي الإشارة الى ان لا خلاف بين العرب والحريديم من حيث كثافة التواجد بالشوارع والاماكن العامة.

واعتبرت تلك الأوساط ان المجتمع العربي أيضًا لا يتقيّد بالتعليمات الصادرة، وكأنه لا يختلف عن سلوك المتدينين اليهود "الحريديم".

وذهب وزير الأمن الاسرائيلي، نفتالي بينيت، بعيدًا في تشويه صورة ما يحدث في المجتمع العربي، حين ادعى اليوم ان التعامل مع كورونا والتقييدات بشأنها يعكس وجود "ثلاث دول - دولة الحريديم ودولة العرب" وبقية أجزاء دولة اسرائيل، وهو قول يحمل اتهامًا مباشرًا للمواطنين العرب ويضعهم في نفس السلوك الحاصل لدى "الحريديم".

وفي السياق ذاته بدأت بعض وسائل الاعلام العبرية، التي تستقي معلوماتها من الجهات الرسمية في الكثير من الاحيان في مثل هذه الظروف - بدأت تتحدث عن عدم التقيّد بتعليمات الوقاية من انتشار عدوى الكورونا في المجتمع العربي. وظهر بعض مراسليها وكأنهم على ثقة كاملة بصحة ودقة ما يتحدثون!!

ويبدو ان محاولات بث مثل هذه المعلومات عن المجتمع العربي تأتي كخطوة استباقية، من قبل الحكومة والدوائر الرسمية، بهدف التنصل لاحقًا من أية مسؤولية قد تطرأ من حيث معطياتوالاصابة بالفيروس او تتكشف في المجتمع العربي نتيجة إهمال وزارة الصحة والحكومة والدوائر الرسمية للعرب، الى حد تغييبهم بالكامل من دائرة الاهتمام وعدم فتح مراكز فحص في المدن والقرى العربية، وعدم الدعم الكامل للمستشفيات العربية، واقتصار كل وسائل التوعية ومراكز الاتصال الهاتفي على اللغة العبرية فقط، دون مخاطبة المواطنين العرب. وعلى هذا الأساس فان المجتمع العربي ليس في موقع الدفاع عن النفس انما في موقع الهجوم على سياسة الاهمال، التي تظهر حتى في هذا الموضوع، وبالتالي هناك مطالبة بفتح فوري لمراكز الفحص واعطاء المجتمع العربي حقه في الحماية والوقاية والاهتمام بمخاطبته، وبلغته.

ويشار الى الاغلبية الساحقة جدًا من المجتمع العربي تلتزم بيوتها وتتقيّد بالتعليمات الصادرة، والمدن والقرى العربية أبعد ما تكون على شكل الصور التي تأتي من أحياء الحريديم في القدس. واذا كانت هناك بعض التجاوزات فهي محدودة جدًا، ولا تشكل بالمطلق حالة منتشرة وظاهرة واسعة كما يجري في شارع الحريديم. من هنا فان هذا الاتهام مستغربًا ولا صحة له.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48