أسقطت التطورات السياسية الأخيرة كل ما حاولت القائمة المشتركة إشاعته من وَهم المفاضلة بين غانتس ونتنياهو والذهاب بعيدًا في تصديق مقولة "اللاعب المركزي"!
ويقول مراقبون ان "استراتيجية اقطاب المشتركة"، التي اعتمدت "خطاب المصالح" مع إغفال المركزي والأساسي، ودون رؤية التناقضات الاسرائيلية الداخلية، وبالتالي إشاعة وَهم "مواطنة المصالح" بدون هوية، وصلت الى طريق مسدود وثبت فشلها، وهو ما يستدعي توضيحًا من المشتركة لجمهور مصوتيها.
وكان اقطاب المشتركة قد راهنوا على "الخط الجديد"، واعتبروه "حالة جديدة وغير مسبوقة في السياسة العربية في اسرائيل"، تتجاوز كل ما كان، وانها ستقود الى "تثبيت قوة العرب وتأثيرهم في اللعبة السياسية الاسرائيلية" (!!). وهناك من جرى "نفخهم" في هذا السياق، الى درجة تصديق انفسهم بأنهم "غاندي العرب في اسرائيل"!!
واكد المراقبون ان المشتركة، في هرولتها هذه، لم تنتبه، في مرحلة معينة، أنها بدأت تفقد الفرملة، وبالتالي امتنعت عن إعادة حساباتها، حتى عندما خاطبها غانتس بقوله: "نريد دعمكم لمرة واحدة"، وهو قول فيه الكثير من الاشارات التي تجاهلتها المشتركة وفضلّت الذهاب الى "الفخ" المنصوب لها، لأنها عمليًا أصبحت في مرحلة متقدمة من هذا السلوك ولم تعد قادرة على التراجع عنه!
وأضافت المصادر ذاتها: لقد تم رفع سقف التوقعات لدى الجمهور الواسع، بدون اي اساس وبدون اية ضوابط، وعلى رمال متحركة! لذلك فان المشتركة لاحقًا ستدفع ثمن سلوكها هذا، لأن خيبة الأمل لدى الجمهور لن تكون فقط بقدر حجم سقف التوقعات إنما أكثر بكثير.
ويقول المراقبون إن المشهد السياسي الاسرائيلي اعطى المشتركة، في الأشهر الأخيرة، إشارات عديدة للتأكد من "خطأ التوجهات الجديدة"، وما تشكله هذه التوجهات من تداعيات خطيرة على مجمل العمل السياسي والحزبي بين العرب، وكذلك على الجمهور العام. لكنها اصرت على المضي بطريقها، وارتكبت الخطأ تلو الآخر، وهو ما أوصلها الى هذا الطريق المسدود بعد انضمام غانتس الى حكومة برئاسة نتنياهو، والذي يعني عمليًا وضع المسمار الأخير في نهج "مواطنة المصالح" وإشاعة وهم المشاركة في "اللعبة" بدون ضوابط.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48