يواصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مشاوراته لفحص إمكانية فرض قيود جديدة على الحركة في البلاد، بما في ذلك اغلاق كامل لجميع المرافق الاقتصادية، مع استثناءات معينة، ومنع أو الحد بشكل كامل تقريبًا من الحركة في الشوارع.

ويشارك في هذه المشاورات وزراء الصحة والمالية والأمن والاقتصاد والأمن الداخلي والطاقة، الى جانب المدراء العامين والمختصين. وتتجه المشاورات نحو فرض قيود جديدة، بالإضافة الى القيود التي فرضت، وبالأساس للحد بشكل كبير من خروج المواطنين من منازلهم، وبالتالي تغيير التعليمات السابقة والتي ستشمل قيود جديدة على القطاعين العام والخاص.

ومن المتوقع في هذا السياق وضع قيود جديدة على نسبة العاملين في القطاعين العام والخاص، وتغيير النسبة المتاحة حتى الآن، وهي (30) بالمئة من العاملين، وكذلك تغيير القيود بشأن الخروج من المنازل، وهي، على ما يبدو، بقيت مفتوحة وقابلة للتفسيرات الفردية دون ضوابط، على خلفية النصوص التي جاءت فيها، رغم كل المناشدات بعدم الخروج من المنازل.

وتهدف إسرائيل من كل ذلك إبقاء الأغلبية الساحقة جدًا من المواطنين في بيوتهم للحد من عدوى الكورونا. وهي تخشى أساسًا انتشار العدوى بشكل كبير مما سيؤدي ذلك الى انهيار الجهاز الصحي والطبي في البلاد.

ويقول المراقبون ان فرض حجر كامل في البلاد وشل الحياة فيها، بما في ذلك الاغلاق الكامل، سيكون له تداعيات اقتصادية كبيرة قد تؤدي لاحقًا الى ركود اقتصادي وعجز كبير في موازنة الدولة، وبالتالي الى أزمة اقتصادية من الصعب السيطرة عليها مستقبلاً. لذلك تحاول إسرائيل تجنّب هذه الخطوة قدر الإمكان، مع إبقاء الباب مفتوحًا للمزيد من فرض القيودات، وهوما سيتبيّن خلال الساعات القليلة القادمة.

وفي هذا السياق ما زالت وتيرة التسجيل للبطالة في مؤسسة التأمين الوطني بتصاعد، ومن المتوقع ان يصل عدد المسجلين نتيجة الفصل من العمل او الخروج الى عطلة غير مدفوعة الأجر، الى 800 ألف شخص!

• عدد المصابين يتلاءم مع التوقعات

ورغم كل الأخبار وكثافتها، وما تتناقله وسائل الاعلام بخصوص الكورونا والإجراءات، تجدر الإشارة الى ان تقديرات وزارة الصحة تفيد بان "عدد المصابين بفيروس الكورونا في اسرائيل يتلاءم مع التوقعات المتفائلة"، وهو على الأقل ما يجب ان يشكل حالة من التهدئة والخروج من الضغط النفسي للمواطنين نتيجة كثرة الأخبار التي تصل في الكثير من الأحيان الى حد التهويل!

فقد قال نائب مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، البروفيسور إيتمار غروطو، إن "عدد المصابين حتى الآن يتلاءم مع التوقعات المتفائلة"، وأنه حتى نهاية الأسبوع الجاري سيتم معرفة ما إذا كانت الإجراءات التي تم اعتمادها تشكل نجاحًا". وأضاف: "لا توجد قفزات عالية وسريعة، وآمل أن نحافظ على هذا المستوى الجديد من الإصابات".