حالة من البلبلة وتصريحات تتناقض مع القرارات، بالاضافة الى محاولة استغلال "الكورونا" لاهداف سياسية - هذا ما يمكن استنتاجه من المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هذا المساء، واعلن فيه الخطوات الجديدة بشأن محاولات الحد من انتشار فيروس الكورونا، معتبرًا ان الوضع الراهن في اسرائيل يستوجب اقامة "حكومة طوارئ قومية " لمواجهة التحديات!! وبالفعل بدأت الاتصالات لاقامة مثل هذه الحكومة!!!

وكان نتنياهو قد اعلن عن اغلاق المدارس في اسرائيل، ابتداءً من يوم غد الجمعة، باستثناء صفوف البساتين والتعليم الخاص في المدارس، ودعا الى اقامة "حكومة طوارئ قومية" لمواجهة ما أسماه بالتحديات التي تعصف باسرائيل نتيجة التطورات المتعلقة بفيروس الكورونا.

وبخصوص المؤتمر الصحفي سيطرت حالة البلبلة فيه بشكل واضح عندما أخطأ وزير المعارف الاسرائيلي في شرح القرار، والذي اعتبر ان القرار لا يشمل الصفوف الاول والثاني. لكن جرى تصحيح تصريحاته على الفور!! وبهذا يكون القرار قد شمل جميع مراحل التعليم من الابتدائي الى الثانوي.

والملفت اكثر في سياق البلبلة وعدم الوضوح ان نتنياهو اكثر من استخدام تعبير "عدم المشاركة في أية تجمعات جماهيرية"، متجاوزًا هذه المرة، عدد المئة شخص الذي كان قد تحدث عنه بالأمس، وبالمقابل اكثر (نتنياهو) من ترديد القول بوجوب "عدم الاقتراب من بعض" (بشكل عام) وضرورة ان يجري الحفاظ في اي تواصل بين الاشخاص "على بُعد او مسافة تقدر بمترين وفي اسوأ الحالات متر واحد فقط"، دون ان يشرح كيف تستوي اقواله هذه مع تعليماته وتصريحاته التي استثنى فيها صفوف البساتين والتعليم الخاص من قراراته الأخيرة، خاصة وان التواصل في هذه الصفوف بين الطلاب انفسهم، وبين الطلاب والمعلمات والمساعدات، هي اقل بكثير من متر نتيجة طبيعة العمل في البساتين والتعليم الخاص.

ويضاف الى كل ذلك الكثافة الموجودة في صفوف البساتين والتعليم الخاص في المدارس بشكلةعام، والمدارسةالعربية بشكلةخاص، حيث ان عدد الطلاب في كل صف هو 36 طالبًا وطالبة، في حين ان كل مدرسة عربية تقريبًا تشمل ثلاثة الى اربعة صفوف بساتين وتعليم خاص، في ذات المدرسة، وهو ما يتناقض مع تحذيرات نتنياهو بشأن "الامتناع عن التجمعات" و" المحافظة على بعد مترين في اي تواصل"!!!

هذا وقد اعترضت نقابة معلمي الروضات والتعليم الخاص على الفور على هذا القرار وطالبت الحكومة بشملهم في قرار اغلاق المدارس.