نتابع بقلق وغضب شديدين ما يجري على الساحة اللبنانية من استهدافٍ لحق الحياة لأبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئين في لبنان الشقيق.
نحن المليون ونصف المليون فلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل الذين بقينا في وطننا رغم سموم التشريد والنكبة وبقينا قابضين على وطننا كالقابض على جمرة، لا نقبل باي حال التعرض لأبناء شعبنا واهلنا والمس بكرامتهم وحقوقهم وبمصدر رزقهم الذي يبلغونه بشرف عرقهم وتفانيهم وعملهم.
موضوع وجود اللاجئين على ارض لبنان هو إفراز للكارثة التي حلّت بالشعب الفلسطيني في العام 1948 وإقامة إسرائيل كرأس حربة امبريالي في المنطقة العربية، بهدف النيل من الامن القومي والاقتصادي, ولتقصير حبل الاستقلال الوطني في كل العالم العربي بما في ذلك لبنان.
على ذلك فان شعبنا الفلسطيني يدفع الفاتورة الغربية والصهيونية نيابة عن الامة كلها.
موضوع وجود اللاجئين الفلسطينيين على ارض لبنان لا يمكن ان يكون سياسة وزير او سياسة حزب انما هو يخصّ جوهر الامن القومي اللبناني ويخص كرامة الدولة اللبنانية التي نرى أنفسنا حريصين عليها كما على فلسطين، لان فلسطين هي جنوب لبنان ولبنان هو شمال فلسطين: تاريخا وثقافة ووشائج قربى.
نحن لا نقبل مشاغلتنا بتعابير انشائية حول الحق الفلسطيني من ناحية، والتعرض لحياة وكرامة الانسان الفلسطيني من ناحية أخرى او كما هتف الكاتب اللبناني الكبير الياس خوري: "يحبّون فلسطين ويكرهون الفلسطينيين".
أبناء شعبنا اللاجئ في لبنان الشقيق ليسوا عالة على لبنان، بل هم من ساهموا في رفعته وكرامته واقتصاده وصروحه الاكاديمية والثقافية، لكن العالة القاتلة على لبنان هم أولئك الذين يسعون الى ارتهان الشموخ اللبناني الأصيل - مقابل منافعهم- للطاعون الأمريكي وبالتالي "للأمن الإسرائيلي" ولهواجس "الخطر الديموغرافي " الذي تمتهنه بغايا الصهيونية.
نحن نعرف أبناء شعبنا اللاجئين في لبنان وفي غير لبنان..
نحن نعرف مَن هم شخصيا ونعرف أين تقع بيوتهم ومراتع طفولتهم او طفولة ابائهم او طفولة اجدادهم ونعرف صلات قرابتهم ونعرف انسبائهم ونعرف حكاياتهم في مواسم الحصاد وفي مواسم الزيتون وفي قوارب الصيد وفي أسواق شطارة التجار..
نحن نعرف قطعا انهم ليسوا "مقطوعين من شجرة"، فهم اشقائنا واهلنا ونعرف ان المتآمرين على حقوقهم المدنية إنما هم مقطوعون عن شجرة الارز الشامخة في لبنان.
نحن نعرف ان الذين يستكثرون على اللاجئ الفلسطيني حقه الإنساني في الحق المدني والحق في العمل وممارسة الكفاءة، إنما هم بالجوهر متآمرون على حقه الوطني في العودة بما يتّسق مع صفقة كوشنير وفريدمان وجرينبلات وتابعهم الاحمق الاكبر.
ان توقيت الحملة المكررة على الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين ليس عارضا فنيا إنما هو ملازم لدمار مخيم اليرموك وقبله لدمار مخيم النهر البارد، وهو ملازم لتجفيف الأونروا, وهو ملازم للتدمير في غزة ومخيماتها ,وهو ملازم للاستيطان في الضفة ,وهو ملازم جدا لاغتيال القدس وهويتها العربية الفلسطينية الإسلامية المسيحية ,وهو ملازم اولا وأخيرا للإجماع الصهيوني الساعي لقبر حق العودة.
لقد حددنا لأنفسنا، نحن أبناء الشعب الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والساحل، ان احدى وظائفنا الوطنية ان نحرس ظل الزيتون ومسميات المكان وان نفرد ركنا في كل بيت من بيوتنا ليستريح فيها العائد الفلسطيني من منافيه، ريثما يعود كلٌ الى بيته.
حددنا لأنفسنا ان نقف بأذرع مفتوحة في محطة الوصول لاستقبال أهلنا العائدين الى وطنهم الذي لا وطن لنا ولهم سواه.
يستطيع الطغاة من صهاينة وامريكان، كما تستطيع أنظمة الطغيان والتطبيع كما تستطيع أذنابهم العفنة ان يتلهّوا بأحلام الإجهاز على حق العودة.. لكنهم جميعا ذاهبون الى حيث ألقت والفلسطينيون اللاجئون آتون الى حيث ترفرف رايات العز والحق والعودة.
هل هذا كلام في الخيال؟ فلنراجع التاريخ لنرى كم محطة فيه كانت خيالا.
نحن نكنّ أسمى آيات الاعتزاز والشموخ والاحترام لأشقائنا اللبنانيين الرافضين للتعرض لأهلنا وأقاربنا وأبناء شعبنا ونعرف انهم يشكلون الأغلبية الساحقة في الشعب اللبناني الشقيق..
اننا ندعو الدولة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ان لا يسمحوا بهذه السياسة الملوثة التي لن تنال من الفلسطينيين فقط إنما ستنال من لبنان الكرامة والشعب العنيد... وهذا ما لا يرضاه احرار لبنان واحرار فلسطين.
وختاما من باب الشفافية بودي ان افيدكم انا محمد ابن سعيد وعائشة بركة اللاجئ في وطنه من قرية صفورية المهجرة والتي أراها كأجمل بقعة في الكون، ان الامر اعلاه يخصني شخصيا وكل ما دوّنته أعلاه كان بصفتي التمثيلية وبصفتي الشخصية.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48