قصة عشق بين أنامله وتلك الآلة المعتقة التي تتغنى مع وقع ضرباته على أوتارها بحب وابتهاج، بارعاً في إثارة المشاعر.. ويتقن الوصول إلى أعماق مستمعيه بعزفه المميز و إحساسه المرهف وذوقه الفني، و مابين الكمان والعود تميز حضوره على خشبة المسرح في كل القوالب الموسيقية.
ولد الفنان "إلياس قسيس" في مدينة الناصرة عام 1957، إشتعل شغفه بآلة العود في سن مبكرة، حيث بدأ العزف على آلة العود وهو في التاسعة من عمره، وتمكن من موهبته بعدما تعلم العزف المحترف على هذه الآلة الشرقية العريقة تحت إشراف الأستاذ الفاضل "علي زيود".
بدايته الفنية كانت مع الفنان "جميل أسعد" ثم مع الثنائي "هاني خشبيون" و "زاهي غريب"، وعمل مع المطرب القدير "مصطفى دحلة" قرابة 30 عاماً، ومؤخراً مع الفنانة "فيوليت سلامة" والفنان "إياد أسدي".
كان أول ظهور له على خشبة المسرح عام 1966 في حفل تخريج طلاب مدرسة ثانوية تيراسانطا في مسرح المعهد الثقافي في الناصرة، بعدها إنضم إلى فرقة "جمعية الشبان المسيحية" تحت إشراف الأستاذ "مارون أشقر" رحمة الله عليه، حيث اشترك معه في مسابقة جوقات المدارس السنوية، ثم في اسكتشات غنائية بعنوان "عين العذراء" و "أفراح الناصرة"، كما شارك في مطلع السبعينيات في البرنامج التلفزيوني "من ليالينا"، بعدها أكمل الياس دراسته الموسيقية النظرية على يد الأستاذ "يوسف الخل" و "ميشيل ديرملكنيان" طيب الله ثراهما، كما التحق بعدة دورات موسيقية في معهد روبين في حيفا.
في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات شارك إلياس في إقامة مجموعة "أم سعد" برفقة الفنانين لطف شحتوت، و كميل شجراوي، و سهيل حكيم، و ميلاد عازر،و وائل شحتوت، والفنانة القديرة الراحلة ريم بنا، وكانت هذه الفرقة بمثابة فرقة تثقيفية عملت على إنتاج موسيقى محلية وعروض تثقيفية في المدارس.
كما شارك إلياس عازفاً في فرقة الفارابي الموسيقية تحت إشراف الفنان سامي خشبيون، حيث شاركت الفرقة في مؤتمر الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية عام 1995 وعام 1999، بالإضافة لمشاركته بالعزف في فرقة موال النصراوية بعروض فنية في دولة قطر مع الفنان خليل أبو نقولا.
في بداية عام 2012 حول قسيس إلى التقاعد المبكر بعد رحلة عمل إستغرقت 39 عاماً، عمل فيها موظفاً في بنك ديسكونت في الناصرة حيث تفرغ للفن والموسيقى .
في عام 2000 كان عضواً مشاركاً ومؤسساً لمشروع نقابة الفنانين والموسيقيين العرب، وتبرع بالمشاركة 3 مرات في حفلات للجالية العربية النصراوية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقام في ولاية لاس فيغاس مع الفنانة فيوليت سلامة والأخوين منير ورمزي بشارات عام 2012، وفي عام 2014 مع الفنانين إلياس عطالله ولبنى سلامة، وآخرها كان في عام 2018 في كندا بمشاركة الفنان زاهي غريب، وتقام هذه الحفلات باشتراك مغتربين نصراويين، ويقدم ريعها لدعم المؤسسات والمستشفيات في الناصرة.
ولازالت رحلة الدعم والعطاء والإبداع مستمرة، حيث يعمل إلياس حالياً في مسرح الفرينج أنسمبل في الناصرة، ويقدم عروضاً مسرحية لطلاب المدارس والمؤسسات ويقوم بإحياء كافة المناسبات الفنية والثقافية ، ويشغل منصب أمين صندوق إتحاد الفنانين والموسيقيين العرب وعضواً من أعضائها الأكارم.
هذه المدرسة الثقافية الفنية الموسيقية.. والروح الأخلاقية الأدبية البارعة تستحق منا كل التقدير والثناء على العطاء والإبداع الذي تناقلته الأجيال، واطرب مسامعنا على مدار أعوام .
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48