انتصرت غزّة بصمودها أمام الاعتداء والعنف والغارات الإسرائيلية الهمجيّة، وذلك بفضل دماء شهدائها الاربعة عشر، وصمود أهلها، وإصرارها على وقف الانتهاكات العسكريّة الإسرائيليّة لأراضيها، التي تعتمد عليها إسرائيل في ضمان تفوّقها العسكري، كما وأثبتت غزّة أنّ التفوّق العسكري لا يعني شيئًا أمام إرادة سياسيّة وطنية ترفض الاستسلام ومصممّة على التصدي والصمود.
إنّ لجوء الجيش الإسرائيلي لتدمير المباني وتخريب الأراضي الزراعيّة عبر أكثر من 140 غارة جويّة، وقتل المدنيين، واستهداف البرّ والبحر، هو تأكيدٌ على ضرورة تدخّل محكمة الجنايات الدوليّة، التي تنظر الآن في ملفّ العدوان على غزة عام 2014، وعلى ضرورة معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة التي ترتكبها.
كما أنّ مسار مقاومة الاحتلال والحصار، دليلٌ على أنّ الإرادة السياسيّة الوطنيّة هي العامل الحاسم في معادلة التحرّر، وأنّها كفيلةٌ بخلخلة معادلات موازين القوى والتفوّق العسكري الإسرائيلي والتنسيق الأمني والتهافت على التطبيع، بالاضافة الى صفقة القرن، والتي ورغم اعتماد إسرائيل عليها، إلا أنّ شعبنا البطل يبرهن على حدود قوّة جميعها، وعلى أنّه يرفض تجييرها لسحب شرعية النضال وجدواه.
إنّ تجنّب إسرائيل الواضح لإعادة احتلال غزة عبر انتشار داخلي لقوّاتها، واعتمادها على التدّخلات العسكرية المتتالية داخل القطاع - تمامًا كما تفعل في الضفّة دون أيّ اعتراض- يؤكّد أنّها تتعامل مع الاحتلال كمهمّة سهلة ومقدور عليها من جهة، وأنّ مهمة النضال التي أثبتت غزة امكانيّتها، هي إعادة تحويل الاحتلال والحصار إلى عبء غير محتمل على المحتلّ.
يؤكّد التجمّع أنّ مهمّة الساعة هي تعزيز مقوّمات الحياة في غزة، التي يدفع أهلها ثمنا باهظًا، كانوا سيدفعون أقلً منه بكثير، لو لم تشارك السلطة الفلسطينية في العقوبات وفي الحصار على غزّة. بالإضافة إلى الخروج من حالة التردّي السياسي الرسمي، وتعزيز مقوّمات وحدة الشعب الفلسطيني الذي خرج دعمًا لصمود غزّة في رام الله، وتعزيز التحركّات الشعبية لإزالة كافة معوّقات النضال الداخليّة، وتشكيل جبهة وطنيّة موحّدةعلى رؤية استراتيجيّة نضاليّة موحّدة لكافّة أجزاء الشعب الفلسطيني مصمّمة على إنهاء الاحتلال والحصار، وعلى حقّ تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعلى عودة اللاجئين.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48