شنّت حكومة نتنياهو منذ يوم أمس (السبت) هجمة عنصرية تحريضيّة شرسة على نواب القائمة المشتركة وعلى رأسهم النوّاب عن الجبهة في المشتركة، عايدة توما- سليمان ود. يوسف جبارين، وذلك في اعقاب توجهات الاخيرين لمؤسسات الامم المتحدة ومطالبتهم بأخذ موقف واضح وحازم ضد قانون القوميّة العنصريّ. وأتت هذه الهجمة أمس خاصة في اعقاب اجتماع توما-سليمان مع نائبة أمين عام الامم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، بحيث اكدت توما-سليمان خلاله أن قانون القومية يؤسس لنظام الابرتهايد على طرفيّ الخطّ الاخضر، ويسلب الشعب الفلسطيني حقّه بتقرير مصيره ويجهض حلّ الدولتين على حدود حزيران ١٩٦٧، وبالتالي لا يمكن اعتباره شأنًا اسرائيليًا داخليًا إنما مسّ صارخ بالقانون والقرارات الدولية مما يُحتّم تدخل المجتمع الدولي وعلى رأسهم الامم المتحدة.

هذا وإنضّم الى جوقة التحريض منذ ساعات مساء امس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الكنيست يولي ايدلشطاين الذي قال أن "نوّاب المشتركة يشوّهون صورة اسرائيل امام العالم، وعليهم أن يسألوا انفسهم فيما اذا كان مكانهم في البرلمان الفلسطيني"، ومجموعة كبيرة من نوّاب الائتلاف يتقدمهن رئيس لجنة الداخلية يوآف كيش، بحيث بادر كيش لتعديل دستور الكنيست وانزال العقوبات التأديبية بالنوّاب الذين يتوجهون للمؤسسات الدولية. كما ولم يتوانَ نوّاب المعارضة وعلى رأسهم رئيس المعسكر الصهيوني ابي جباي، ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني، عن مهاجمة نوّاب المشتركة ووصف خطواتهم وتوجهاتهم للمحافل الدولية "بالعار".

وبدورهِ ارسل السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة، داني دانون، رسالة الى رئيس الكنيست يولي ادلشتاين قال فيها: "في السنوات الاخيرة شهدنا تعاونًا وثيقًا بين اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة وممثلي السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة والغرض من هذا التعاون هو التحريض على دولة اسرائيل وتشويه سمعتها" واضاف في رسالته:" ان اعضاء القائمة المشتركة بالتعاون مع الوفد الفلسطيني في الامم المتحدة يحاولون تشويه صورة اسرائيل وادانتها من خلال بث الاكاذيب".

وفي تعقيبها على ردود الفعل التحريضية، قالت النائبة عايدة توما-سليمان، التي تقوم بجولة محاضرات ولقاءات سياسية في الولايات المتحدة والامم المتحدة تهدف الى تجنيد الرأي العام الدولي لاخذ خطوات تصعيدية ضد قانون القومية العنصري "يبدو ان نشاطنا على المستوى الدولي ضد قانون القومية يقض مضاجع حكّام الابرتهايد، ويرعب الرؤوس المدججة بالعقلية العنصرية. واضح أن حكومة نتنياهو قلقة امام الرأي العام العالمي كدولة تؤسس لنظام ابرتهايد وفصل عرقي وعنصري، وفعلًا فإن ردود الفعل المثلجة للصدر والاقبال الكبير على المحاضرات، يؤكد ان تخوفات نتنياهو وثلّة العنصريين، في موضعها."

وأضافت توما-سليمان "هذه الجولة وكل الخطوات التي اقرّتها المشتركة بشأن التوجه للمؤسسات الدولية هي جزء من الادوات التي سنناضل قانون القومية بها. سنكشف امام العالم اجمع زيف الديمقراطية الاسرائيلية وتنصل حكومتها من مبادىء المساواة، كما يجب أن يعلم المجتمع الدولي أن هذا القانون يضرب بعرض الحائط القرارات الدولية بشأن حلّ الدولتين ويسلب الشعب الفلسطيني حقّه بإقامة دولته المستقلّة."

وعقّبت توما-سليمان على الهجوم الشرس والدعوة لانزال عقوبات تأديبية بحق المشتركة قائلة "قلناها من على منبر الكنيست: قانون القومية هو قانون عنصري ابرتهايدي، وسنقولها امام العالم اجمع وفي المحافل الدولية. التحريض لن يثنينا عن متابعة النضال لإسقاط قانون القومية، والتهديدات بالعقوبات لن يخمد صوتنا امام الانزلاق الخطير الذي تشنه حكومة نتنياهو ضد الجماهير العربية قي اسرائيل والشعب الفلسطيني بأكمله."

وتطرقت توما-سليمان للانتقادات من قبل المعارضة "نحن لا نبني اجندة نضالنا بحسب اهواء ومعايير افي جباي ولا تسيبي ليفني. معارضة لا ترى أهمية بتسخير جميع الادوات الشرعية لاسقاط القانون، هي معارضة عاجزة. مشكلتنا مع قانون القومية ليست فقط لافتقاره مبدأ المساواة، انما لأنه يُغيّب وجودنا كأقلية قومية باقية في وطنها، ويسلب شعبنا الفلسطيني حقّه الاساسي بتقرير مصيره." وأضافت "سنحارب القانون من على جميع المنابر: الكنيست، الشوارع، القضاء، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، ولن تثنينا تخوفاتهم بشأن تشويه صورة اسرائيل، فمن شوّهها فعلًا هو هذه الحكومة الفاشيّة وليس نوّاب المشتركة."