قال الفيلسوف الألماني شوبنهور: "ما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا، وما أقل ما نفكر فيما نملكه!". هذه القاعدة هامة جدا وتدعو لاستغلال الطاقات والقدرات الكامنة فينا؛ لأنها وإن اعتبرها البعض قليلة أو متواضعة فهي لا شك عظيمة وسوف تجلب الفائدة إذا أخرجتنا من حالة الركود واللافعل الذي ساهم فيه تفكيرنا وانشغالنا بما ينقصنا.
كمجتمع وشعب نملك ولدينا الكثير من قدرات وطاقات ، ولكنها للأسف الشديد في معظمها مادة خام محصور أثرها في إطار الشهادات التعليمية أو في حدود عالم الوظيفة ،ونؤثر أن يكون موقفنا مما لدينا أو المفروض أنه لدينا ، موقف العاشق الولهان الذي كلما حنّ لمحبوبته أخرج من جعبته أحلى وأروع قصائد الغزل والتّشبّب وتباهى بحُسنها وجمالها ، ولم نستطع حتى الان تحويل هذه القدرات من طاقة كامنة إلى طاقة متحركة كما يقال في الفيزياء .
ولقد كتب الباحث الإسرائيلي "يهوشفاط هركابي" محللا أسباب الهزائم العربية فأرجعها إلى غياب الروابط الجماعية القوية وإلى تفشي التفكير والنهج الفردي الأناني فقال: "ضعف العلاقات الاجتماعية التي تربط العربي بالعربي هو المسؤول عن الهزيمة، وبسبب هذا الضعف يجد كل جندي عربي نفسه في اللحظات الحرجة في المعركة يحارب ليس باعتباره عضوا في فريق ولكن كفرد منعزل، لذلك يميل الفرد إلى أن ينظر لنفسه فقط، وهذا من شأنه أن يفتت الوحدة.
وتبدو خطورة هذه السّمة إذا ما نُظِر للحرب باعتبارها نشاطا جماعيا يقوم على التعاون".
إن الخروج من واقع الفوضى والانقسام وإهدار الطاقات الذي يعيشه مجتمعنا وشعبنا يمر عبر المسارعة إلى الوعي بما يملك وإلى تحويل ما يملكه إلى رصيد وقوة دفع نحو تغيير الواقع من واقع التمحور حول الأنا او العمل الانفراد ي والعقلية الفصائلية إلى واقع المشاركة والعمل الجماعي وعقليّة النَحنُ ، هذا التغيير سيشكل رافعة لنهضة وبناء حصانة ذاتية اجتماعية نواجه فيها المخاطر التي تحيق بنا وبوحدة مجتمعنا وعلى رأسها خطر العنف الدّموي والجريمة .
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48