أخبارنا

توما-سليمان: " العنصرية المؤسساتية والاعلامية تغذّي الشارع الاسرائيلي وتعطي ضوء اخضر لتفشّي العنف"

" إن الاجواء التحريضية العنصرية والممنهجة ضد المواطنين العرب في سوق العمل، الاكاديميا، وفي الحيّز العام لم يأت من فراغ. ففي ظل هذه الحكومة اليمينية التي تنزلق يوميًا اكثر تجاه الفاشية، أصبح التحريض العنصري ضد الجماهير العربية ومنتخبيها القوت اليومي الذي يعتاش عليه وزراءها ورئيسها. مجموعات كاملة من مواطني الدولة يواجهون يوميًا تجليّات عنصرية ناتجة عن سياسات التهميش والاقصاء، لكننا اليوم أمام هجمة عنصريّة غير مسبوقة ضد قيادة الجماهير العربية ومنتخبي الجمهور العرب، وسط دعم اعمى من وسائل الاعلام. إن اقامة اللوبي ضد العنصرية قبل ثلاث سنوات هدفت الى مناهضة كل اشكال العنصرية، واليوم اعي تمامًا اهمية هذا اللوبي لرفع صوت واضح ونقي ضد هذا التصعيد الارعن الذي يؤدي في كثير من الاحيان لأعمال عنف واعمال انتقامية"


بهذه الكلمات افتتحت رئيسة اللوبي لمناهضة العنصرية، النائبة عايدة توما-سليمان (ألجبهة – القائمة المشتركة)، جلسة اللوبي أمس (الثلاثاء) والتي عقدت تحت عنوان " العنصرية المؤسساتية والعنصرية في الاعلام" بالشراكة مع "الائتلاف لمناهضة العنصرية" ومركز إعلام. وكانت توما-سليمان بمشاركة النائبة ميخال بيران قد قامتا اللوبي لمناهضة العنصرية مع بداية انتخابها للكنيست لطرح قضية العنصرية المستشرية والمستفحلة والتي تقودها غالبًا حكومة اليمين المتطرف برئيسها ووزراءها، وبهذا تعطي الضوء الأخضر لاستفحالها في مؤسسات أخرى وبين افراد المجتمع.

ومن جانبها قالت النائبة ميخال بيران في افتتاح الجلسة " أن العنصرية لا تعرف حدًا، حين تستشري العنصرية والتحريض ضد فئة معيّنه فإن ذلك يعطي الضوء الاخضر لممارستها ضد فئات اخرى. للاسف فإن مشاعر الحقد وعدم تقبل الاخر هي التي تُسيطِر." وأضافت " لا يمكن معالجة العنصرية او التغاضي عنها بل يجب منعها قبل أن تحصل واستئصالها، وهذا ما نحاول فعله في اللوبي ضد العنصرية"

وشارك في الجلسة عدد من نوّاب الكنيست عن المشتركة بينهم، د. يوسف جبارين، د. دوف حنين، د. جمال زحالقة، حنين زعبي، جمعة الزبارقة،ويوئيل حسون وبنينا طمانو شطّة وهذا الى جانب مجموعة من الاعلاميين والصحفيين ومندوبين عن مؤسسات المجتمع المدني والأكديميا.


الائتلاف لمناهضة العنصرية
وأكدّ المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية أكد حول اهميّة عقد المؤتمر الذي يُعقد سنويًا ويرصُد تجليّات العنصرية، بحيث يتمركز التقرير الذي اعده الئتلاف لهذا العام حول العنصرية المؤسساتية والتي اظهرت نتائجه استمرار التصعيد العنصرية. وأشار المحامي عثمان إلى دور النواب والسياسيين في التأثير على الخطاب في الحيّز العام، مشيرًا أنّ التقرير يعرض تصريحات قسم منهم، تحمل الطابع العنصريّ، ويربط بينها وبين تصاعد العنصرية في المجتمع الإسرائيلي.

واستعرض المحامي أوري نيروب، من المركز الإصلاحي للدين والدولة، معطيات دراسة أخيرة، أجراها الائتلاف لمناهضة العنصرية، أشار من خلالها إلى تأثير تصريحات السياسيين ورجال الدين اليهودية (الحاخامات)، خاصة العنصرية، على تصاعد العنصرية في المجتمع الإسرائيلي. وأشار نيروب أن التقرير بدأ بتصريح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي أدعى من خلاله أنّ العرب يتدفقون بكميات إلى صناديق الاقتراع. وتطرق ايضا إلى تصريحات جمعت عدد من السياسيين منهم وزير الأمن افيغدور ليبرمان ووزير الأمن الداخلي غلعاد اردان وعضو الكنيست الليكودية عنات باركو وغيرهم، الذي خصوا القائمة المشتركة ونوابها بتحريضهم.
وفيما يتعلق بالحاخامات، أظهرت الدراسة أنه تم رصد 40 حالة تحريض من قبل الحاخامات، ضد العرب والنساء والمجتمع المثلي، بالمقابل تم تقديم 3 لوائح اتهام فقط.
وأختتم المحامي نيروب بالقول أنّ هنالك حاجة إلى العمل أمام أجهزة القضاء لدفعها لتطبيق القانون وأنّ هنالك حاجة إلى دفع مؤسسات تطبيق القانون إلى التعامل بمساواة تامة في تطبيق القانون، حيث يطبق على "المحرضين العرب" في حين يتم تجاهل المحرضين اليهود، وأكد أنّ هنالك حاجة إلى تشريع قوانين تمنع التحريض العنصريّ بشكل واضح، حيث أنّ الموجود حاليًا فضفاض جدًا.

 

مركز إعلام
وعرضت مسؤولة مشروع "رصد التحريض والعنصرية" في مركز "إعلام"، ديمة ابو العسل، معطيات أشارت من خلالها إلى زيادة في عددِ أخبار التحريض والعنصرية على النواب العرب خاصةً، والعرب عامةً، في الإعلام الإسرائيلي، مشيرة أنّ نسبة التحريض تتناسب بشكل طرديّ مع التطورات السياسيّة، فكلما كان هنالك تصعيد سياسيّ زاد التحريض على المجتمع العربي وقادته.
وذكرت ديمة أنّ في فترة الرصد الأخيرة، والتي استمرت لمدة 9 أشهر، تم رصد 108 خبرًا في الإعلام الإسرائيلي والعالم الافتراضي الإسرائيلي يحمل تحريضًا على المجتمع العربي.
وأشار الرصد إلى أنّ نسبة التحريض الأكبر على "نواب القائمة المشتركة" نجدها في العالم الافتراضيّ حيث بلغت نسبة التحريض خلال "الفيسبوك" 31.7%، فيما حلت "القناة 20" في المرتبة الثانية بنسبة تحريض 14.3%، اما في المرتبة الثالثة فنجد كل من "معاريف" و- "يسرائيل هيوم" بنسبة 9.5%، وذيلت القائمة "يديعوت أحرونوت" بنسبة 7.9%.


ويُذكر أنّ الفيسبوك ايضًا هو الأكثر تحريضًا على المجتمع العربي بنسبة 24.4% فيما حلت صحيفة "معاريف" في المرتبة الثانية محرضة بنسبة 20% على المجتمع العربي، أما في المرتبة الثالثة والرابعة فحلت كل من صحيفة "يسرائيل هيوم" و- "القناة 20" بنسبة 11.1%، اما صحيفة "هموديع" فقد ذيلّت القائمة بنسبة 8.9%.


وعددت أبو العسل مؤشرات التحريض التي يتم فحصها في الإعلام الإسرائيلي مشيرةً إلى أنها؛ الفوقية العرقية لليهود، الشيطنة والتعميم، نزع الشرعية، وشرعنة استعمال القوة، موضحة أنّ مؤشر التحريض الأبرز عند تناول أخبار عن النواب العرب هو الشيطنة والتعميم بنسبة 76% يليه نزع الشرعية بنسبة 75%، وأنّ نفس المؤشرات هي الأبرز عند الحديث عن العنصرية تجاه المجتمع العربي في الإعلام الإسرائيلي حيث بلغن نسبة شيطنة العرب 78% ونزع الشرعية عنهم 51%.


وخلصت أبو العسل بالقول إلى الحاجة بتبني استراتيجية تعامل مع الإعلام ومواجهة هذه العنصرية مع التأكيد أنّ الإعلام الإسرائيلي لا يؤثر فقط على الحيّز العام إنما يقوم ببلورة النقاش السياسيّ.

 

ولخّصت توما-سليمان الاجتماع قائلة " أننا امام واقع صعب، يتغذى فيه المجتمع الاسرائيلي من العنصرية المؤسساتية وعنصرية الإعلام. هذه الاجواء تعطي شرعية لاعمال العنف الانتقامية ضد المواطنين العرب، وسط صمت وتقاعس مقصود للمؤسسات القضائية والقانونية. للأسف ضمن هذه الاجواء وفي وقت تقوم فيه الاغلبية بسنّ القوانين العنصريّة، الأمل بمواجهة العنصرية يكون في تحرك شعبي واسع يجمع اوسع قطاعات ومنظمات جماهيرية للتصدّي من خارج الكنيست."

 





bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48