انتصاراً لمدينة القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الأبدية، ورداً على القرار احادي الجانب، غير القانوني وغير الشرعي، الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعماً لصمود اهلنا وتمكينا لاقتصاد المدينة المقدسة، لبقاء القدس عصية على كل المحاولات لكسرها، عُقد على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة مؤتمر تحت عنوان "دعم وتمكين اقتصاد القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية" وذلك في العاصمة التركية اسطنبول بمبادرة وتنظيم من اتحاد رجال الأعمال الفلسطيني التركي وبالتعاون مع سفارة فلسطين في الجمهورية التركية ونخبة من رجال الأعمال الفلسطينيين في الوطن والشتات وعدد من المؤسسات العاملة من أجل القدس، حيث باشر المؤتمر يومه الأول بجلسة افتتاحية بحضور رسمي فلسطيني وتركي وبمشاركة ما يقارب 200 رجل أعمال من 28 دولة، حيث تخلّل اليوم الأول جلسة افتتاحية وكلمة مركزية لرئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة النائب الدكتور أحمد الطيبي الذي حضر إلى جانب وفد من الداخل منهم المحامي اسامه السعدي والنائب عن العربية التغير في القائمة المشتركة وائل يونس والرفيق سلام عياش نائب رئيس بلدية أم الفحم السابق وعدد من رجال الأعمال من الداخل.
وفي اليومين الثاني والثالث شهد المؤتمر جلسات حوارية بإدارة متخصصين في الاقتصاد حيث تم طرح عدة مشاريع تستهدف تمكين اقتصاد المدينة المقدسة.
وفي كلمته الرئيسية خلال افتتاح اعمال المؤتمر قال النائب د. أحمد الطيبي، رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة: "جئتكم من الجليل الأشم من الناصرة من عكا وحيفا ويافا واللد والرملة وأم الفحم الأبية من وادي عارة والطيبة الحبيبة والنقب، جئنا لنشارككم هذا المؤتمر الهام ولننقل لكم رسالة ابناء شعبكم الفلسطيني في الداخل: القدس الشريف عربية فلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى.. شاء من شاء وأبى من أبى.. الأخوات والأخوة الأعزاء اود أن أقدم شكري وامتنانه للاخ مازن الحساسة ولاتحاد رجال الأعمال الفلسطيني في تركيا على هذا المؤتمر وهذا التحضير وهذا العمل كل الاحترام لكم، هذا المؤتمر يعتبر مؤتمراً من اهم المؤتمرات لأن القدس فعلا تحتاج الى التمكين في كافة مجالات الحياة.. التعليم والصحة والمسكن والعمل وغيرها... ولكن القدس ايضا تحتاج إلى أكثر من مؤتمرات.. تحتاج إلى أن يرى الفلسطيني في القدس نتاج هذا الجهد ونتائج هذه المؤتمرات ثمرة على الأرض في القدس، في داخل البلدة القديمة و خارجها.. لأن التحديات في القدس صعبة، الارقام والنسب المتدنية في التعليم في مدارس القدس ونسبة الفقر بين الأطفال وفي القدس عامة تكاد لا تصدق عالية جدا وكذلك ظاهرة احلال مستوطنين في بيوت الفلسطينيين الذين يتم اخلاؤهم من بيوتهم في القدس هي إحدى المخاطر الرئيسية التي تساهم في تهويد القدس وهذا يتطلب فحصاً جدياً ودعماً مباشراً للمقدسي والقدس التي تتعرض الى تهويد في المكان والزمان".
وأضاف الطيبي: " لا يعقل أن يقوم ملياردير يهودي واحد فقط بالاستثمار في القدس أضعاف ما يستثمره كافة رجال الاعمال والمستثمرين العرب والدول العربية.
نسبة الاهتمام في القدس في العالم العربي تنخفض شيئا فشيئا لذلك فان قرار ترامب بنقل السفارة وتصريحاته حول القدس لم تكن مفاجئة والاحتلال يفعل ما يشاء دون رقيب وهو احتلال غير مكلف".
وأنهى الطيبي: "جئتكم بعد ايام قليلة من اجتماعنا مع الفعاليات المقدسية وجولتنا في السوق داخل البلدة القديمة لننقل لكم رسالتهم. المقدسي لا يريد ولا ينتظر التبرعات من المستثمرين العرب او الدول العربية، إنما يريد استثماركم في القدس لكي يشعر بوقوفكم إلى جانبهم ويلمس هذا الاستثمار الذي يعزز صموده في القدس الشريف، درّة التاج عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة ".
وفي كلمته امام الحضور خلال اعمال اليوم الثاني للمؤتمر وضمن حلقة الأراضي والعقارات وتوفير مساكن للأزواج الشابة، قال المحامي اسامه السعدي: "بداية لا بد من الاشارة الى اهمية عقد هذا المؤتمر الهام لدعم وتمكين اهلنا في القدس الذين يتعرضون يوميا لكافة وسائل الضغط والخنق ويدفعون الضرائب الباهظة لتقوم الحكومة الاسرائيلية باستثمارها في القدس الغربية والمستوطنات.
وعليه فان هذه السياسات تتطلب دعماً جدياً من رجال الاعمال الفلسطينيين في القدس من خلال الاستثمار هناك في البلدة المقدسة "
وأضاف السعدي: "وعند الحديث عن ازمة الارض والمسكن، لا بد من الاشارة الى ان بلداتنا العربية داخل الخط الأخضر تعاني بشكل صارخ من هذه الأزمة، حيث تضع الحكومة الاسرائيلية العراقيل امام الحصول على رخص بناء ولا تصادق على توسيع المسطحات وبالتالي عدم توفير مساكن للأزواج الشابة وبالمقابل تقوم بهدم البيوت في البلدات العربية بحجة البناء غير المرخص، وتقوم بهدم بلدات كاملة في النقب وهذا ايضا يتطلب وقفة جدية للمساهمة في بناء المساكن للأزواج الشابة من اجل مستقبل افضل وحياة كريمة.
النائب وائل يونس قال : "مدينة القدس تتعرض بشكل دائم ومستمر الى حملات وسياسات تضييق وخناق ممنهجة تتخذها الحكومات الاسرائيلية وكذلك الجمعيات الصهيونية من اجل تهويد المدينة المقدسة ومن اجل محاولة جر المقدسي للخروج من المدينة بخنقه اقتصاديا واجتماعيا.
كل هذه المحاولات اثبتت فشلها، ارادة المقدسي الصلبة وعزيمته اقوى من هذه المؤامرات. اليوم نحن هنا في هذا المؤتمر لنوصل رسالة دعم مطلق لأهلنا في القدس رفضا لكل القرارات والسياسات الجائرة بحق اهلنا في القدس".
وقال سلام عياش نائب رئيس بلدية ام الفحم السابق وعضو الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة : "جئنا هنا في وفد الداخل الفلسطيني للمشاركة في هذا المؤتمر الهام الذي يدعم القدس ويساهم في رفع الظلم اللاحق بأهلنا الصامدين هناك وكذلك دعم المصالح التجارية في القدس التي تتعرض لتضييق وتشديدات من قبل السلطات الاسرائيلية. حضورنا ومشاركتنا مهمة جدا لنقول باننا في الداخل الفلسطيني ندعم القدس قولا وفعلا، الى جانب ابناء شعبنا، حيث كان هناك كلمة رئيسية للنائب احمد الطيبي رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة تحدث خلالها باسم الوفد عبّر فيها عن دعمنا المطلق لأهلنا في القدس ورفضنا القاطع لقرارات ترامب ومحاولات خلق واقع جديد في القدس".
وفي ختام المؤتمر وجّه المنظمون دعوة لجميع رجال الأعمال الفلسطينيين في العالم للاستثمار الحقيقي في مدينة القدس وبناء على هذه الدعوة تم الإعلان عن النتائج العملية الصادرة عن المؤتمر:
أولا، أطلق المؤتمر مبادرة لتأسيس شركة استثمارية بقيمة مئة مليون دولار أمريكي بشكل أولي وقد ساهم 20 رجل أعمال خلال المؤتمر بجزء من رأس مال هذه الشركة.
ثانيا، تعهد رجل الأعمال السيد فاروق الشامي بمحفظة مالية بقيمة ١٠ مليون دولار لمدة خمسة أعوام بمجموع يصل الى ٥٠ مليون دولار سيكون نشاطها الأساسي في القطاع الزراعي.
ثالثا، إعلان البنك الإسلامي العربي تخصيص مبلغ ٥٠ مليون دولار لتمويل مشاريع استثمارية في القدس من قبل محفظة البنك التمويلية مخصصة للقطاع العقاري وقطاع الشركات المتوسطة والصغيرة.
رابعا، الإعلان من قبل ملتقى رجال الأعمال الفلسطيني و بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة القدس عن إعادة فتح وتشغيل ٤٠٠ محل تجاري داخل اسوار البلد القديمة بمعدل ٥٠ الف دولار لكل محل بمجموع يصل إلى ٢٠ مليون دولار.
خامسا، إطلاق مشروع شبكة المستثمر النبيل المتخصصة بالاستثمار في تكنولوجيا المعلومات بالقدس مكونة من ٢٠ رجل أعمال.
سادسا، قرر المؤتمر عقد النسخة الثانية من المؤتمر في مدينة القدس وكذلك تقرر عقد اجتماع للجنة المتابعة يوم ٢٨ نيسان أبريل الجاري داخل الوطن لمتابعة تطبيق قرارات ونتائج المؤتمر.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48