على ضوء التحولات والتطورات السياسية الخطيرة، بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كجزء من مخططّ تصفويّ للقضيّة الفلسطينيّة، يقع على المجتمع الفلسطيني في الداخل دور كبير في التصدي للمخطّط الأمريكي الإسرائيلي، وما يتطلبه ذلك من رفع سقف النضال وترسيخ العمل الجماعي والوحدة الوطنية. يتطلّب ذلك ترسيخ أطرنا الوحدويّة ومنها القائمة المشتركة، التي تبرز قضية التناوب فيها كامتحان لبناء قواعد شراكة حقيقية وتغليب الوحدوي على الفئوي. ومن هذا المنطلق يرى التجمع في ضرورة إتمام التناوب فورًا محاولةً لتحجيم الأضرار الجسيمة، التي تسبّبها المماطلة والتسويف في هذا الموضوع.
يعود التجمع ويشدّد أنه يتعامل مع مشروع القائمة المشتركة كمشروع استراتيجي لمأسسة العمل الجماعي في وجه السياسات العدائيّة والعنصريّة المتنامية تجاه كل من وما هو عربي. لقد طرح التجمع فكرة القائمة المشتركة منذ العام 99، وكان له الدور المركزي في إخراجها إلى حيّز الوجود، وتعاون بصدق وإخلاص مع كل الأطراف لإنجاحها وتطويرها وضمان استمراريّتها، على أساس النديّة والاحترام المتبادل وضمان التمثيل السياسي الملائم لكل حزب.
لقد أكّدت كل الأطراف ذات الصلة أحقيّة التجمع في المقعد الرابع، وكان من المفروض إتمام التناوب في يوم 25.7.2017، بتنفيذ الجبهة استقالة السيد يوسف العطاونة، وسحب العربية للتغيير ترشيح السيد وائل يونس. وكان من المتوقع، وتحديدًا في الظرف السياسي الحالي، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عدم المماطلة في تنفيذ الالتزامات والعهود التي قطعتها على نفسها في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد استقالة الأخ إبراهيم حجازي، الذي أكّد أنّه يستقيل لتنفيذ حق التجمع في دخول السيدة نيفين أبو رحمون عن التجمع، وليس لأي هدف آخر.
لقد كان آخر الوعود هو التزام قيادات في الجبهة والحزب الشيوعي للتجمع والإسلامية ولجنة الوفاق، بإنهاء ملف التناوب عبر استقالة يوسف العطاونة نهاية تشرين الثاني. وللأسف، ورغم وعودات متواصلة لأشهر طويلة، لم تنفذ الجبهة وعودها والتزاماتها لغاية الآن بادعاءات إجرائية ومؤسساتيّة.
وعليه، يحمّل التجمع الجبهة والعربية للتغيير مسؤولية عدم تنفيذ الاتفاق، والتراجع الخطير في قوة ومكانة ودور القائمة المشتركة. لقد وضّح التجمع أكثر من مرة، أن مسؤولية الجبهة مضاعفة كونها تترأّس القائمة المشتركة ولجنة المتابعة، ولهذا مستحقات في صيانة الوحدة الوطنية والتعاون البنّاء مع كل المركّبات بعيدًا عن الاعتبارات الشخصية والفئوية الضيّقة، التي شهدناها مؤخرًا.
إن إصرار الجبهة على استمرار تمثيلها بخمسة نوّاب في هذه المرحلة يتناقض واتفاق التناوب نصًّا وروحًا، وما مماطلة الجبهة في إقرار استقالة العطاونة إلا محاولة لكسب الوقت على حساب الحلفاء في المشتركة، وهو أمر لا يقبله جمهور المصوتين، الذي منح القائمة ثقته باعتبارها إطارًا للوحدة الوطنية لا لتحقيق مكاسب فئوية بشكل تعسّفي.
وبهذا،يعلن التجمّع بذلك استنفاذ كل الإمكانيات المتاحة لإنهاء ملف التناوب، وذلك بعد أن تعاون لأقصى الحدود مع لجنة الوفاق ومع الحركة الإسلامية، والتزم سياسة عدم الرد وعدم اصدار البيانات لأشهر طويلة لإفساح المجال لإتمام التناوب بأجواء ايجابية قدر الإمكان.
انّ التجمع، وإذ يشير إلى أنّ قضية اتمام التناوب قد وصلت إلى طريق مسدود، فإنّ المسؤولية عن الآثار السلبية لذلك تقع على عاتق الجبهة والعربية للتغيير.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48