انباء عن مقتل قائد وحدة التجسس الألكتروني 8200 في هجوم حزب الله
يقوم بأحد أكثر الأدوار حساسية في الجيش، وتعتبر سرا يخضع لحراسة مشددة، ولا تُنشر صورته على الإطلاق ● وحدة 8200 واحدة من أكبر الوحدات المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية وأهمها على مستوى العالم، وهي تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"
عند تنصيب قائد وحدة 8200 يوسي سريئيل (من اليمين) | تصوير: اعلام الجيش
أفادت تقارير أولية بمقتل قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية، يوسي سريئيل، في هجوم حزب الله الأخير الذي استهدفت قاعدة "الوحدة" في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، ردًا على اغتيال القائد العسكري، فؤاد شكر.
ويحتل قائد وحدة 8200 أحد أكثر الأدوار حساسية في الجيش، حيث يقود إحدى أقوى وكالات المراقبة في العالم، على غرار وكالة الأمن القومي الأمريكية. وتعتبر هوية قائد الوحدة 8200 الإسرائيلية سرا يخضع لحراسة مشددة، ولا تنشر صورته على الإطلاق.
نشأة الوحدة 8200
وتُعدّ وحدة 8200 من أكبر الوحدات الاستخبارية وأهمها في الجيش، إذ تمثل العمود الفقري للاستخبارات الإلكترونية، وتمثل جزءً حيويًا من جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان). وتتركز مهمات الوحدة في جمع المعلومات وتحليلها من خلال الوسائل التكنولوجية المتقدمة، ما يجعلها حجر الزاوية في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وتعود أصول الوحدة 8200 إلى بدايات قيام الدولة، حيث أدركت القيادة الإسرائيلية المبكرة أهمية الاتصالات والمعلومات الاستخبارية في بناء اسرائيل وتأمين حدودها. وتأسست الوحدة بشكل رسمي في خمسينيات القرن الماضي، وكانت في البداية عبارة عن مجموعة صغيرة من الفنيين والمتخصصين في فك الشيفرات واعتراض الاتصالات. وكانت مهماتها الأولى تركز على اعتراض الاتصالات بين الجيوش العربية، خلال الصراع مع عدد من الدول العربية.
توشيحية | مواقع التواصل الاجتماعي
أثر التقدم التكنولوجي في عمل الوحدة
ومع مرور الوقت، شهدت الوحدة تطورًا في ظل التطورات السريعة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا. وفي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بدأت الوحدة بتوسيع نطاق عملياتها لتشمل جمع المعلومات الإلكترونية وتحليلها على نطاق أوسع. كما شهدت تلك الفترة تطورًا في مهارات أفراد الوحدة، إذ تم تجنيد الشباب الذين لديهم خبرات في مجال الرياضيات، الهندسة، وعلوم الحاسوب.
وفي الثمانينيات والتسعينيات، ومع دخول الحواسيب والأنظمة الرقمية إلى عالم الاستخبارات، أصبحت الوحدة 8200 في طليعة الوحدات العسكرية المتقدمة تكنولوجيًا. وبدأت الوحدة في استخدام تقنيات متقدمة في التنصت على الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتحليل البيانات باستخدام الحواسيب، ما أعطاها القدرة على فك الشيفرات المعقدة واعتراض الرسائل المشفرة.
الاستخبارات الإلكترونية والفضاء السيبراني
ومع دخول الألفية الجديدة، أصبحت الوحدة 8200 واحدة من أكبر الوحدات المتخصصة في الاستخبارات الإلكترونية وأهمها على مستوى العالم. وركزت الوحدة في هذه الفترة على تطوير تقنيات هجومية ودفاعية متقدمة في الفضاء السيبراني، بما في ذلك تطوير أدوات للتجسس الإلكتروني والهجمات السيبرانية. كما بدأ ظهور "الجيل السيبراني" من المجندين الذين يمتلكون مهارات في البرمجة، تحليل البيانات، والتعامل مع الأنظمة الرقمية المتطورة.
واكبت هذا التطور زيادة كبيرة في عدد أفراد الوحدة وتوسع في عملياتها، لتصبح ذات دور استراتيجي في توجيه السياسة الأمنية لإسرائيل. وتم تعزيز التدريب والتعليم في الوحدة ليشمل تخصصات دقيقة مثل تحليل البيانات الضخمة (Big Data)، الذكاء الاصطناعي، وتطوير البرمجيات المتقدمة، ما جعلها وجهة رئيسية للمجندين ذوي الخلفيات التقنية العالية.
وعمليات الوحدة 8200 لم تقتصر على المجال العسكري فحسب، بل امتدت لتشمل المجال المدني. خريجو الوحدة أصبحوا متخصصين في صناعة التكنولوجيا الإسرائيلية، حيث أسسوا العديد من الشركات الناشئة في مجالات مثل الأمن السيبراني، التكنولوجيا المالية (FinTech)، وتحليل البيانات. ويعد هؤلاء الخريجون أحد الأعمدة الأساسية في ما يعرف بـ "أمة الشركات الناشئة" في إسرائيل.