تقرير: الضاحية اللبنانية.. كثيرون غادروها تحسبًا من توسّع الحرب
الأخبار اللبنانية: كُثر عادوا الى البحث عن شقق خارج المنطقة، فيما غادر آخرون بالفعل ● الضاحية فقدت كثيرًا من ضجيجها نهارًا وبات يسكنها الهدوء ليلاً
تصوير: وسائل اعلام لبنانية
أفادت تقارير لبنانية بأن الكثير من السكان في الضاحية الجنوبية بلبنان بدأوا يتركون شققهم ويغادرون خارج المنطقة تحسبًا من توسع الحرب بين حزب الله واسرائيل.
وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم السبت: طوال الأشهر العشرة الماضية، كان قصف الضاحية الجنوبية فرضية مستبعدة. لكن بعد استهداف اسرائيل مبنى سكنيًا في حارة حريك مساء 30 تموز/يوليو الماضي ما ادى لاغتيال القائد العسكري في حزب الله، فؤاد شكر، ودخول بيروت لائحة الخرق الروتيني لجدار الصوت، "بدأت الحرب" في الضاحية قبل أن تقع!
كُثر يغادرون
وبحسب الصحيفة استعاد سكان الضاحية خطط الطوارئ الاحترازية التي كانوا قد أعدّوها عند بداية الحرب على غزة، قبل أن يركنوا إلى أن ضاحيتهم خارج خريطة القتال. و"هكذا عاد كُثر الى البحث عن شقق خارج المنطقة، فيما غادر آخرون بالفعل. وجولة سريعة في حارة حريك والرويس وبئر العبد وبرج البراجنة وطريق المطار تؤكد أن هذه "مش الضاحية"، بعدما فقدت كثيرًا من ضجيجها نهارًا وبات يسكنها الهدوء ليلاً".
وفي الوقت نفسه يشهد مطار بيروت حركة مغادرة الى خارج البلاد من العديد من الأشحاص والعائلات.
مغادرة لبنان الى الخارج | وسائل اعلام لبنانية
"الشغل تراجع الى النُص"
وتابعت: حركة السيارات والدراجات خجولة، تشبه ما تكون عليه في العطل والأعياد. رحلة التاكسيات لم تعد تستغرق أكثر من دقائق، مع تأكيدات السائق أن "الشغل تراجع إلى النُص بسب ندرة الركاب الذين حصروا مشاويرهم بالذهاب إلى العمل وبالزيارات الضرورية" فقط. شارع العنان في برج البراجنة يمكن قطعه من دون "دعسة بريك" بعدما كان اجتيازه «حلماً».
ركود في الأسواق
وقالت "الأخبار" في تقريرها ان "جوّ الحرب انسحب على الأسواق ركودًا في حركة البيع والشراء". وهدوء يخيّم على سوق عين السكة في البرج المعروف بصخبه، "فالناس لم تعد تتفتّل بين المحالّ، بل تقصد محلاً لشراء حاجاتها الأساسية وتعود إلى منزلها"، كما يقول صاحب محل للألبسة. وإلى "ما بعد الحرب" أيضاً، يؤجّل الأهالي التفكير في العام الدراسي المقبل، متجاهلين رسائل المدارس "بضرورة حجز مقعد للعام الدراسي المقبل وتسديد دفعة أولى من القسط"، لعدم تيقّنهم ما إذا كان هناك عام دراسي أصلاً، ولأن "الأولوية الآن لتأمين شقة خارج الضاحية"، يقول زبون أحد المكاتب العقارية.
يقضون نهارهم في الضاحية وينامون خارجها
وبحسب الصحيفة فان عدد لا يستهان به من العائلات غادر الضاحية، ومنهم من يقضون نهارهم في الضاحية وينامون خارجها. وقالت: "في أحد الأبنية في برج البراجنة، غادرت جميع العائلات إلى الشوف، باستثناء عائلتين فقط. وأقفل نادٍ للرياضة في حارة حريك أبوابه بعدما غادرت الـ"كوتش" إلى بعلبك. فـ"رغم أن الحرب قد تشمل البقاع، إلا أن الضرب هناك يستهدف منازل أو أراضي خالية، أما في الضاحية فيستهدف أبنية بكاملها، عدا عن قرب البقاع من سوريا التي تبقى خيارًا للنزوح كلما ساءت الأمور". أما من بقوا، فقد جهّزوا حقائبهم وسياراتهم بانتظار لحظة الصفر التي تتعرض فيها الضاحية للقصف. فيما هناك فئة لا تملك "ترف الهروب" في ظلّ الإيجارات الهستيرية التي تُطلب واستغلال أصحاب الشقق في المناطق الآمنة ورفع الإيجارات بشكل هستيري".