هكذا تم اغتيال هنية: عملاء، اختراق، عبوات ناسفة، وتغيير للخطة
"التلغراف" البريطانية: "الموساد استأجر عملاء أمن إيرانيين لوضع عبوات ناسفة في غرفة هنية ودار الضيافة.. واستخدم أفراد من وحدة الحرس الثوري المسؤولة عن سلامة المسؤولين رفيعي المستوى" ● وصع عبوات ناسفة وأيضًا استهداف بقذيفة
تصوير: إيران انترناشيونال | فيسبوك
تكشّفت تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران. وأفاد مسؤولان إيرانيان لصحيفة "التلغراف" البريطانية، أن خطة الموساد الأساسية كانت اغتيال هنية خلال جنازة إبراهيم رئيسي الذي توفي برفقة وزير خارجيته ومرافقيه إثر تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان شمال غربي البلاد، في أيار/مايو الماضي. لكن الموساد غيّر خطة اغتيال هنية خلال جنازة رئيسي لاحتمال فشلها بسبب تواجد الحشود الكبيرة.
وضع 3 عبوات ناسفة
من جانبه، أعلن مسؤول في الحرس الثوري العثور على عبوات ناسفة إضافية بالمبنى الذي اغتيل فيه هنية، بحسب "التلغراف". كما قال إن الموساد استأجر عملاء أمن إيرانيين لوضع العبوة الناسفة في غرفة هنية. وأوضح أنه تم وضع عبوات ناسفة في ثلاث غرف في دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم زعيم حماس، ثم تم تفجيرها عن بعد من الخارج.
وبيّن المسؤول في الحرس الثوري أن الموساد استخدم أفراد أمن إيرانيين من وحدة "أنصار المهدي" في عملية الاغتيال، في إشارة إلى وحدة الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن سلامة المسؤولين رفيعي المستوى.
العملاء شوهدوا يتحركون خلسة في دار الضيافة
وقد شوهد العملاء وهم يتحركون خلسة أثناء دخولهم وخروجهم من عدة غرف في غضون دقائق، وفقًا للمسؤولين الذين لديهم لقطات كاميرات المراقبة للمبنى، فيما ذكرت "التلغراف" أن العملاء تسللوا إلى خارج البلاد لكن مصدرهم لا يزال في إيران.
وكانت وكالة "فارس" الإيرانية التابعة للحرس الثوري أفادت، أمس الخميس، بأن التحقيقات أثبتت مسؤولية تل أبيب عن التخطيط والتنفيذ لاغتيال هنية. كما قالت إن "غرفة هنية كانت في الطابق الرابع من دار الضيافة بمنطقة الزعفرانية".
وبيّنت الوكالة الإيرانية أن غرفة هنية تعرضت لمقذوف ما أدى لتحطم أجزاء من سقف ونوافذ سكنه، ومقتله مع أحد حراسه.
ويدير دار الضيافة ويحميها الحرس الثوري الإيراني، وهو جزء من مجمع كبير يُعرف باسم "نيشات"، في حي راق في شمال طهران.
ولم تعترف إسرائيل علنًا بمسؤوليتها عن عملية الإغتيال، لكن مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين أطلعوا الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى على تفاصيل العملية في أعقابها مباشرة، وفقًا لما نقلته "نيويورك تايمز".
وكشف سبعة مسؤولين للصحيفة الأمريكية أن عبوة ناسفة تم تهريبها سرًا إلى دار الضيافة في طهران حيث كان يقيم، هي ما أدى إلى مقتل هنية. كما أضاف المسؤولون أن القنبلة تم تفجيرها عن بعد بمجرد التأكد من وجوده داخل غرفته في دار الضيافة. كما أدى الانفجار إلى مقتل حارس شخصي، بحسب "نيويورك تايمز".
التفجير باستخدام الذكاء الاصطناعي
كذلك أكد مصدران مطلعان على حادث اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن "الموساد" اغتال هنية بتفجير عبوة ناسفة زرعت مسبقًا في غرفة نومه بمقر إقامة الحكومة الإيرانية الرسمي في طهران. وقالت المصادر إن الاستخبارات الإسرائيلية علمت أي منشأة وأي غرفة بالضبط أقام فيها هنية أثناء زياراته لطهران.
كما أضافت أن القنبلة زرعت في الغرفة مسبقًا، مشيرين إلى أن القنبلة كانت عبارة عن جهاز عالي التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي. وتم تفجيرها عن بُعد من قبل عملاء الموساد الذين كانوا على الأراضي الإيرانية بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن هنية كان موجودًا بالفعل في الغرفة.