رئيس التحرير
خطاب نتنياهو في الكونغرس: سيرك الوقوف والقعود!
خطاب مع كليشهات قديمة - لم يأتِ بأي جديد، سوى استقباله بهذه الحفاوة في الكونغرس، وهي تغيب عنه في اسرائيل ● 90 عضو كونغرس قاطعوا الجلسة ● الأكثر استفزازًا في خطابه انه حاول الإيهام بأن اسرائيل تشدد على عدم وقوع ضحايا في قطاع غزة، مع ان المعطيات تؤكد على أكثر من 100 ألف فلسطيني في القطاع بين قتيل وجريح
سيرك الوقوف والقعود
لم يأتِ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأي جديد في خطابه، مساء اليوم الأربعاء، امام الكونغرس الأمريكي. وكان لافتًا بشكل خاص "الوقوف والقعود" عشرات المرات من أعضاء الكونغرس تحية لخطابه، في مشهد كان أقرب الى "السيرك"، مع التأكيد على ان حوالي 90 عضو كونغرس قاطعوا الجلسة.
وامتنع نتنياهو عن الحديث بالتفصيل عن القضايا المركزية: اليوم التالي بعد الحرب، وكيف ستنتهي الحرب، وكذلك صفقة التبادل وإعادة الرهائن الإسرائيليين. واختار الذهاب الى "مديح جنوده المصابين" و"بطولة" الحرب التي يخوضها، مدعيًا انها حربًا ضد "البربرية" مقابل "الحضارة".
نتنياهو في الكونغرس اليوم
وشن نتنياهو هجوما حادا على كل من يحث على إنهاء الحرب على غزة، بما في ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال على وقع تصفيق الحاضرين: "نحن أمام مفترق طرق تاريخي، الشرق الأوسط يغلي - محور الشر بقيادة إيران في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. هذا صراع بين البربرية والحضارة، ومن أجل أن تنتصر قوى الحضارة، يجب أن تقف أمريكا وإسرائيل معا".
وفيما شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على "دعمه اللا محدود" لإسرائيل في حربها ضد غزة، هاجم المتظاهرين أمام الكونغرس تزامنا مع خطابه، والذين طالبوا باعتقاله بسبب الحرب، كذلك هاجم حراك الجامعات في الولايات المتحدة ضد الحرب على غزة. ووصل به الأمر الى اتهامهم بـ"الخيانة" و"معاداة السامية"، مطالبأ بـ"محاكمتهم"، ما تم اعتباره تدخلاً مباشرًا في الشأن الأمريكي الداخلي. وخاطب الأمريكيين بالقول بان اسرائيل "تعطيكم المعلومات الاستخباراتية" مقابل "الأسلحة"، واضعًا علاقة اسرائيل بأمريكا في إطار "النّد بالنّد"، داعيًا الولايات المتحدة الى إداد اسرائيل بالمزيد من المساعدات العسكرية.
متظاهرون في محيط الكونغرس يطالبون باعتقاله بسبب الحرب على غزة تزامنًا مع خطابه
وفي ما يتعلق بـ"اليوم التالي" للحرب على غزة، اكتفى نتنياهو بالقول إنه يسعى إلى قطاع غزة "دون سلاح ودون تطرف"، وقال بكلام يناقض بعضه: "إسرائيل لن تسيطر على غزة، لكن يجب أن نحتفظ بالسيطرة الأمنية فيها لمنع تجدد التهديدات. غزة بحاجة إلى إدارة فلسطينية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل".
وحاول العودة الى موضوعة إيران من باب جديد: ""عندما نقاتل إيران، نقاتل العدو الأكثر تطرفا وإجراما للولايات المتحدة.. نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم؛ أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم"
وكما ذكرنا كرر نتنياهو ما كان يقوله طوال الوقت، ومن ضمن ذلك شروطه لإنهاء الحرب والتي تتمثل بـ"استسلام حركة حماس وتسليم الرهائن"، وأنه "لن يسمح بإنهاء الحرب قبل تحقيق هذه الأهداف". والأكثر استفزازًا في خطابه انه حاول الإيهام بأن اسرائيل تشدد على عدم وقوع ضحايا في قطاع غزة، مع ان المعطيات تؤكد على أكثر من 100 ألف فلسطيني في القطاع بين قتيل وجريح.