اعترف الجيش، في تحقيق نُشر مساء اليوم الخميس، بخصوص كيبوتس بئيري، بأنه فشل في مهمة الدفاع عن سكان الكيبوتس في هجوم7 أكتوبر؛ وكان قُتل في الهجوم 101 مدني، واختطِف 30 شخصًا من سكان بئيري، بالإضافة إلى مخطوفين اثنين آخرين.

وفيما يلي خلاصة الاستنتاجات التي وصل إليها "تحقيق بئيري"، بحسب ما نشره الجيش:

أ - "الفجوة في سيناريو الحرب والجاهزية - الجيش لم يكن جاهزًا للتعامل مع سيناريو التسلل واسع النطاق الذي وقع في السابع من أكتوبر، والذي شمل تعدد مناطق التسلل على يد آلاف المخربين الذين شنوا الهجوم على العشرات من الأماكن بشكل متزامن. إذ تناول سيناريو الحرب عمليات التسلل المعدودة والموضعية. وقد تدربت القوات استعدادًا لهذا السيناريو وبناءً عليه تم تحديد انتشار القوات. في ضوء ذلك، لم تتواجد في المنطقة قوات احتياطية إضافية كان يمكن إرسالها إلى بئيري. تم إرسال كافة القوات التعزيزية إلى المنطقة على أن يتم النظر في أمر تشغيلها في التحقيق العام. ولا يزال موضوع الاستعدادات وسيناريو الحرب قيد الدراسة هذه الأيام في إطار التحقيق واسع النطاق في التصور الدفاعي والاستخباراتي".

ب - "بلورة صورة الوضع - وجد الجيش صعوبة في تشكيل صورة واضحة لما جرى في الكيبوتس حتى ساعات بعد ظهر السابع من أكتوبر، مع أن فريق الطوارئ البلدي كان يملك صورة محدثة للأوضاع في الكيبوتس خلال ساعات الصباح. ويتبين من التحقيق أن أجهزة الأمن لم تقدم إنذارًا كافيًا لسكان بئيري بشأن تسلل مخربين طيلة الساعات الأولى من الهجوم الإرهابي".

ج - "بداية القتال في الكيبوتس - حتى الساعة 13:30 ظهرًا دار القتال داخل الكيبوتس استنادًا إلى وحدات الطوارئ المدنية والسكان. على مدار الساعات السبع الأولى من القتال اضطر سكان الكيبوتس للدفاع عن أنفسهم بأنفسهم، حيث كان عملهم وسعة حيلتهم هما اللذان كبحا العدو وحالا دون توسيع هجومه ليشمل أحياء إضافية. وواصل السكان القتال حتى بعد وصول قوات الجيش، حيث وجهوها وقاتلوا إلى جانبها".

د - "القيادة والسيطرة - بسبب كثرة ساحات القتال وصعوبة بلورة صورة الوضع، تميز القتال في المنطقة خلال الساعات الأولى بانعدام القيادة والسيطرة وقلة التنسيق والتنظيم بين مختلف القوات والوحدات. مما تسبب بعدة أحداث حيث تراكمت قوات أجهزة الأمن عند مدخل الكيبوتس ولم تخض القتال فورًا. وقد عاد ذلك إلى عدة أسباب منها: قوات لم تخض القتال بناءً على قرار القائد وبحكم انتظارها مهمة إجلاء السكان من بئيري، قوات خاضت القتال ثم غادرت الكيبوتس بأمر من القائد، قوات دخلت بعد حوالي الساعة بسبب انتظارها قائد القوة والقوات وغرف القيادة الأمامية التي تواجدت خارج البلدة بصفتها قوات توفر الغطاء. وكانت العديد من ساحات القتال تتميز بقلة التنظيم هذه خلال السابع من أكتوبر، حيث يجري التحقيق فيها هذه الأيام في إطار التحقيق العام. بسبب تعدد الساحات وضرورة إيجاد حلول عاجلة تم تعيين قائد رفيع المستوى لكل ساحة قتال رئيسية والذي كُلف بتشغيل القوات التي كانت ستصل إلى المنطقة على نحومثالي ومنسق، تجنبًا للاعتماد على القوات العضوية وهو ما كان سيستغرق فترة طويلة. إن قرار هيئة الأركان العامة وقيادة المنطقةالجنوبية تكليف البريغادير باراك حيرم مهمة قيادة المنطقة وبعدها بئيري كان ذا أهمية كبرى في زيادة الفعالية العملياتية في مواجهة العدو، وتقديم الاستجابة للسكان، وخلق الوضوح في صورة الوضع والقيادة الصحيحة للقوات المقاتلة. ويشار إلى أنها كانت تُعد لحظة "قلب الطاولة" التي أفضت إلى تحقيق السيطرة المجددة على البلدة. إلى جانب الأخطاء العملياتية والأخطاء في ممارسة القوة، ذكر فريق التحقيق أن القتال في بئيري شمل سلسلة أفعال البطولة والشجاعة المتناهية من قبل القوات المقاتلة، والقادة وقوات أجهزة الأمن الذين حاربوا في الكيبوتس وساهموا في إنقاذ العديد من السكان".

هـ - "تعامل القوات مع المدنيين - كانت هناك حالات تعاطت القوات بصورة غير لائقة مع المدنيين، وهو ما وجد تعبيره من خلال طريقة تأمين السكان الذين تم إجلاؤهم وتلبية الاحتياجات الأساسية من قبل أجهزة الأمن".

و - "حادثة الرهائن في منزل بيسي كوهين رحمها الله - وجد الفريق أن القوات تصرفت خلال هذه الحادثة ضمن محور القيادة والسيطرة المرتب، الذي شمل القيادة من غرفة قيادة أمامية تابعة للوحدة الشرطية الخاصة، وجهاز الأمن العام وجيش الدفاع، ومع الحصول على المرافقة الاستخباراتية والجوية في الوقت الحقيقي. ويتبين من التحقيق أنه في ظل الظروف المركبة والصعبة التي سادت، اتخذ القادة والقوات الذين تصرفوا في هذه الحادثة قرارات مهنية ومسؤولة، واستنفدوا جهود التفاوض على أكمل وجه. إطلاق النيران من دبابة باتجاه محيط المنزل تم تنفيذه بشكل مهني، بناءً على قرار مشترك للقادة من كافة المنظمات، وبعد التفكير وتقييم الوضع ومن أجل ممارسة الضغط على المخربين وإنقاذ الرهائن. وبعد سماع أصوات إطلاق النار من المنزل وإعلان المخربين نيتهم الانتحار وقتل الرهائن، اتخذت القوات قرار اقتحامه في محاولة لإنقاذ الرهائن، وخاضت عملية قتالية وسط ظروف صعبة".

وجاء في بيان الجيش أضًا: "تلقى رئيس الأركان كافة الاستنتاجات والدروس المستخلصة من التحقيق وقرر ضرورة تطبيقها في الخطط الدفاعية والقتالية. وقد عبّر رئيس الأركان عن تقديره لفريق التحقيق على ما أنجزوه من تحقيق جاد وثاقب ومهني يبلور صورة واضحة، رغم التحديات والتعقيدات". 

وقد أكد رئيس الأركان على الاستنتاجات والدروس التالية: 

1. "الجيش فشل فشلاً ذريعًا في مهمة الدفاع عن السكان".

2. قتال سكان بئيري وعلى رأسهم أفراد وحدة الطوارئ المدنية تم خوضه بعزيمة وبشجاعة. تستحق بطولتهم في دفاعهم بأجسادهم عن الكيبوتس وسكانه بالغ التقدير والاحترام. إن هذا القتال هو الذي حال دون احتلال الكيبوتس بأكمله وأنقذ الكثير من الأرواح. إلى جانبهم أشاد رئيس الأركان بعمل أفراد فريق الطوارئ البلدي على بلورة صورة وضع يتم تحديثها باستمرار والبقاء على اتصال مع السكان تحت النيران.

3. "عمل القوات - العديد من القوات الأمنية حاربت في كيبوتس بئيري بشجاعة وقامت بأعمال بطولية. إلى جانب ذلك، تم ارتكاب غلطات وأخطاء فادحة حيث يلقى علينا واجب التعلم، والتقوية والإصلاح من أجل المستقبل".

4. "وصول التعزيزات - أشار رئيس الأركان إلى أن سؤال هام تستند إليه كافة التحقيقات في المعارك مفاده أسباب عدم وصول قوات أجهزة الأمن في بداية القتال إلى البلدات. وأشار رئيس الأركان إلى أن هذا التحقيق يقدم الإجابة المبدئية أن تعدد الهجمات المتزامنة على الكثير من البلدات والمواقع وعلى محاور الوصول التي تم قطعها، وزادت من صعوبتنا في العمل على تحقيق مهمتنا. على أن يتم التحقيق في الأسباب التفصيلية في التحقيق العام".

5. "انتظار القوات خارج البلدة - منذ ساعات الظهيرة فصاعدًا تواجدت القوات خارج الكيبوتس في حالة انتظار، بينما استمرت حملة القتل داخل الكيبوتس. هذا الوضع في غاية الخطورة ولا يجوز السماح بحدوثه. عند النظر في الأسباب التي أدت إلى ذلك وُجد أن القادة وصلوا مع القوات ودخلت إلى الكيبوتس مع جزء من القوة، من أجل إدراك صورة الوضع؛ بالنسبة لجزء من القوات وُجد انه لم يتم السعي للاشتباك، لا سيما نظرًا لعدم إدراك مدى خطورة الوضع والنقص في القوات؛ بعض القوات التي انتظرت خارج الكيبوتس كانت مكلّفة بتوفير الغطاء للقوات التي حاربت داخل الكيبوتس. علينا التأكيد على أمر واضح - في مثل هذه الحالة يتعين على كل قوة الدخول في صلب المشكلة وبذل كل ما في وسعها في سبيل الحد من قتل المدنيين. اعتبارًا من الساعة 13:30 ظهرًا بدأت تتكدس في الكيبوتس القوات المقاتلة العديدة من جيش الدفاع، وجهاز الأمن العام والشرطة. حيث سعت هذه القوات إلى الاشتباك وحاربت بشهامة وبشجاعة حتى صباح يوم الاثنين، بعد أن قتلوا جميع المخربين الذين تواجدوا في الكيبوتس".

6. "الأفضلية لحماية المدنيين على حماية القوات - في بعض الحالات حدث أن القوات حاربت من أجل حماية موقع ونقل ومعالجة جنود جرحى قبل المدنيين. ووجد التحقيق أن هذه الحالات عادت إلى الصعوبة في بلورة صورة كاملة للوضع وبالتالي فعملت القوات التي تمت مهاجمتها على حماية أنفسها. ينبغي التأكيد بصورة لا تحتمل التأويل على الأمر القاضي بالسعي لحماية المدنيين باعتبارها مهمة عليا تتصدرا الأولويات قبل كل شيء آخر. دائمًا سيعطي الجنود الأولوية لمعالجة المدني ونقله وحمايته وتلبية كل حاجة تنشأ عن ساحة القتال. إنها قيمة في غاية الأهمية والتي يجب العمل على استيعابها منذ مرحلة دورة الأغرار فصاعدًا. ويشار إلى وقوع أحداث إيجابية للغاية أيضًا من هذه الناحية".

7. "مشاركة كبار القادة في القتال - اندفع العديد من القادة الكبار سواء من الجنود النظاميين أو جنود الاحتياط من بيوتهم وسافروا إلى ساحة القتال من أجل القتال. يُعتبر هذا العمل قدوة يُحتذى بها وجديرة بكل تقدير. وأشار رئيس الأركان أنه يتعين على قائد كبير في الميدان السعي لجلب القيمة المضافة كقائد بمعنى القيادة، والريادة، واتخاذ القرارات بشأن الحلول والقيادة لتطبيقها".

8. حادثة الرهائن في منزل بيسي كوهين رحمها الله - رئيس الأركان استنتج أنها بمثابة حادثة فريدة من نوعها من حيث خصائصها، والتي شملت حادثة رهائن في منطقة قتال. في الأحداث من هذا القبيل يجب اتخاذ قرارات صعبة تهدف لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المدنيين. وتبيّن من التحقيق أن القادة الميدانيين في هذه الحادثة قد استرشدوا بهذه القيمة عند اتخاذ القرارات. وقد تم التقدير وإدارة الحادثة من قبل قوات أجهزة الأمن التي حضرتها بشكل مهني وقيمي، ومع الاستخدام الصحيح للوسائل المتوفرة بحوزة القوات منها التفاوض، والمعلومات الاستخباراتية واستخدام دبابة باعتبارها الملجأ الأخير لممارسة الضغط على المخربين".

9. "وخلص رئيس الأركان إلى أن التحقيق في ملابسات معركة بئيري هو التحقيق الأول ضمن عملية التحقيق الداخلي واسعة النطاق التي تجري هذه الأيام لدى جيش الدفاع، والتي تنظر في أحداث السابع من أكتوبر وما أدى إليها. ومع أن الحديث يدور حول تحقيق أول وفردي لا يعكس الصورة الكاملة لما حدث ذلك اليوم، إلا أنه يجسد بأوضح صورة حجم الفشل وأحجام الكارثة التي حلت بسكان المنطقة الجنوبية الذي دافعوا بأجسادهم عن أفراد عائلاتهم لساعات طويلة، إذ لم يتواجد جيش الدفاع هناك للدفاع عنهم".  

10. "وفي نهاية إجراءات التحقيق الذي سيتيح بلورة صورة كاملة للأحداث، سيتم اتخاذ قرارات والتوصل إلى استنتاجات تتعدى الاستنتاجات العملياتية التي سيتم تطبيقها خلال الفترة الزمنية الفورية".

11. "إننا نتحمل مسؤولية وواجب إجراء تحقيق ثاقب ومعمق في سبيل دراسة، وتعزيز وتحسين الحماية التي يستحقها مواطنو إسرائيل. إنها عبارة عن عملية تعلم معمقة والتي تبتغي إحداث تغييرات جذرية ستجعل جيش الدفاع أقوى في مهمته المتمثلة في الدفاع عن مواطني دولة إسرائيل".

"إنه واجبنا تجاه الجمهور الإسرائيلي بشكل عام وسكان المنطقة الجنوبية بشكل خاص".