بَدَت اسرائيل متخبطة وكأنها "تضرب" في كل الاتجاهات بعد بدء مسار الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية الذي بدأته اليوم أيرلندا والنرويج وإسبانيا. وجاء الرد الإسرائيلي دليلاً على النرفزة من خطوة كانت تخشاها طوال الوقت.

فقد أعلن وزير الأمن، يوآف غالانت، إلغاء قانون فك الارتباط على 3 بؤر استيطانية في شمال الضفة الغربية هي "غانيم" و"كاديم" و"حوميش" و"سانور"، بعد ان تم اتخاذ القرار نفسه على "حومش". 

ويلغي قانون إلغاء فك الارتباط البنود المتعلقة بمنع دخول وتواجد المستوطنين إلى مناطق في شمال الضفة، والتي تم إخلاء أربع مستوطنات فيها، عام 2005، ما يعني ذلك أن هذه المناطق ستصبح جزءً من المناطق C وسيتم إلغاء منع المستوطنين من الدخول والتواجد فيها.

وقال غالانت في تصريح له: "بعد إقرار قانون إلغاء فك الارتباط وانتهاء العمل فيه، تمكنا من استكمال الخطوة التاريخية، وهي السيطرة اليهودية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) التي تضمن الأمن، وبالتالي فان تطبيق قانون إلغاء فك الارتباط سيؤدي إلى تطوير الاستيطان وتوفير الأمن لسكان المنطقة".

مستوطنون في الضفة الغربية | تعبيرية

سموتريتش: مستوطنة مقابل كل دولة تعترف

ومن جهته طالب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باتخاذ إجراءات عقابية فورية ضد السلطة الفلسطينية ردا على قرارات النرويج وإسبانيا وأيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين. واعلن انه سيوقف العمل بـ"المسار النرويجي" الذي يتيح تحويل الأموال الشهرية المستحقة للسلطة الفلسطينية عبر النرويج. 

وجاءت مطالب سموتريتش، بحسب ما صدر عن بيان له، على النحو التالي؛

● عقد اجتماع فوري لمجلس التخطيط الاستيطاني في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) للمصادقة على عشرة آلاف وحدة سكنية (استيطانية) في المستوطنات لتكون جاهزة للتقدم المهني، بما يشمل المنطقة E1.

● المطالبة بالمصادقة على قرار في جلسة الكابينيت، غدا الخميس، لإقامة مستوطنة مقابل كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية. وبحسب قرارات إسبانيا والنرويج وإيرلندا فإنها تنوي الإعلان اليوم عن الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وعليه أود إبلاغكم أنني وجهت مديرية الاستيطان بإعداد خطة إستراتيجية لتخطيط ثلاث مستوطنات وأطالب بالمصادقة على هذا القرار.

● العرض على الكابينيت غدا الخميس، قرار آخر يهدف لإلغاء "المسار النرويجي" الذي أقره الكابينيت قبل بضعة أشهر، و"كانت النرويج أول من اعترف اليوم بالدولة الفلسطينية من جانب واحد"، ولا يمكنها أن "تكون شريكا في أي شيء يتعلق ‘بيهودا والسامرة‘ (الضفة الغربية)، وأنوي التوقف عن تحويل الأموال إليها والمطالبة بإعادة جميع الأموال المحولة".

● إلغاء جميع تصاريح كبار الشخصيات من مسؤولين في السلطة الفلسطينية بشكل دائم لكل المعابر (الحواجز) وفرض عقوبات مالية إضافية على كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية وعائلاتهم.

● عدم تحويل أموال المقاصة إلى السلطة الفلسطينية بعد الآن وحتى إشعار آخر، ولا أعتزم تمديد التعويض للبنوك (الإسرائيلية التي لديها معاملات مع بنوك فلسطينية)، في نهاية الشهر المقبل.

استدعاء السفراء

في المقابل، استدعت إسرائيل سفراء إيرلندا والنرويج واسبانيا لـ"التوبيخ"، فيما استدعت السفراء الاسرائيليين في الدول الثلاث "لإجراء مشاورات طارئة".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان: "أوجه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلى إيرلندا والنرويج: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفيرين الإسرائيليين في دبلن وأوسلو إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".