كخطوة استباقية، تعتزم شركة "غوغل" المبادرة إلى حذف بيانات شخصية جُمعت من ملايين المستخدمين أثناء تصفحهم الإنترنت، وفق ما نص عليه اتفاق تم التوقيع عليه الإثنين لإنهاء دعوى قضائية عليها، تتعلق بسرية المعلومات الشخصية. وبادرت الشركة الى الحذف قبل صدور قرار المحكمة النهائي والذي من المتوقع ان يكون في حزيران/يوليو المقبل.

وتناولت الدعوى الجماعية المرفوعة عام 2020 وضع "التصفح المتخفي" Incognito على متصفح "كروم" من "غوغل"، والذي يعطي المستخدمين انطباعا خاطئا بأن الشركة العملاقة للبحث عبر الإنترنت لا تتعقبهم، وفقا للمدعين. واتهم هؤلاء الشركة التي تتصدر الإعلانات الرقمية في العالم بتضليلهم في شأن كيفية تتبع "كروم" مستخدمي خيار التصفح الخاص هذا.

"التصفح المتخفي كذبة" 

وأوضح المحامون في الاتفاق الذي أودع، الاثنين، في محكمة سان فرانسيسكو أن "جهود المدعين أثمرت اعترافات مهمة من موظفين في غوغل، من بينها مستندات تصف وضع التصفح المتخفي بأنه كذبة عمليا، ومشكلة في الأخلاقيات المهنية واساسيات النزاهة"، معترفة بأنه "يسبب التباسا".

ومن شأن الاتفاق في حال وافقت عليه القاضية إيفون غونزاليس روجرز في حزيران/يوليو المقبل، تجنيب "غوغل" المحاكمة، لكنه يلزمها "حذف أو معالجة المليارات من سجلات البيانات" التي جمعت أثناء تصفح مستخدمي وضع التصفح المتخفي.

جمع البيانات واستخدامها

ويعتبر الاتفاق "علامة فارقة تاريخية لأنه يتطلب من شركات التكنولوجيا المهيمنة أن تكون صادقة في ما تقوله للمستخدمين عن كيفية جمع بياناتهم واستخدامها، ويفرض عليها حذف البيانات التي جمعت بهذه الطريقة"، وتعهدت "غوغل" إعادة صوغ الإشعار المعروض في وضع التصفح المتخفي "فورا"، بحيث "تعلم المستخدمين من خلاله بأنه يجمع بيانات تصفح خاصة".

وسيتعين على الشركة حظر ملفات تعريف الارتباط التابعة لأطراف خارجية في وضع التصفح المتخفي، وهي برامج تستخدم بشكل خاص لتتبع المستخدمين عبر الإنترنت واستهدافهم بالإعلانات. وسبق أن بدأت "غوغل" بالفعل انتقالها نحو نهاية ملفات تعريف الارتباط هذه التي تعرضت لانتقادات شديدة.