في تسريب يبدو انه كان مفصودًا، كشفت شبكة الإذاعة الأمريكية NPR عن وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية تشير لمخاوف واشنطن من سلوك إسرائيل في حربها على غزة، مشيرة إلى ارتكابها "خطأ استراتيجيًا كبيرًا".

وتؤكد الوثيقة، التي كتبت في الأسبوع الماضي، وجود "أزمة مصداقية" كبيرة تواجهها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل جراء الحرب في غزة، محذرة من أن سمعة إسرائيل تتضرر عالميا.

ووفقا للوثيقة، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من غياب تصور اسرائيلي للمشهد العالمي العام، ومن كيفية تعاطيها مع الإضرار التي تلحق بها نتيجة الحرب، مؤكدة على الحاجة لممارسة ضغط دبلوماسي لتغيير مسار الأحداث.

 وأشارت NPR، بحسب الوثيقة، الى التوترات والخلافات الحادة في وجهات النظر بين الولايات المتحدة واسرائيل و"اتساع الصدع بين إسرائيل وأكبر حلفائها". وقالت ان "سلوك إسرائيل في الحرب أدى إلى قطيعة"، مع التأكيد على أهمية تصحيح المسار للحفاظ على العلاقات بين البلدين وسمعة إسرائيل على الساحة الدولية.

وتضمنت الوثيقة موقف إيمانويل نحشون، نائب مدير مكتب الدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي رأى المشهد من زاوية أخرى، حيث أشار إلى أن استطلاعات الرأي تؤكد دعم "الأغلبية الصامتة" في الولايات المتحدة وأوروبا لإسرائيل، ملقيًا باللوم على "تيك توك" في إحداث تحول في أوساط الشباب ضد إسرائيل. وأشار الى ان اسرائيل تلجأ إلى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة الصورة السلبية المتزايدة.

وتأتي هذه التسريبات بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل، حيث ناقش مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الوضع في غزة وطالب بالسماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع.