مواجهة جديدة بين المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، وبين وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. فقد وصل بن غفير، اليوم الأربعاء، الى مكاتب قسم التحقيق الداخلي في الشرطة "ماحش" قبل بدء التحقيق مع شرطي حرس الحدود الذي قتل بالرصاص فتى فلسطينيًا (12 عامًا) في شعفاط بادعاء قيام الفتى بـ"إلقاء ألعاب نارية على قوات الأمن". وأثار هذا السلوك من الوزير إدانة حادة من المستشارة القضائية حيث وصفته بانه تجاوز وانتهاك للقانون من خلال التدخّل في التحقيق وتسييس جهاز تنفيذ القانون.

"تسييس لجهاز تنفيذ القانون"

وكتبت المستشارة القضائية في رسالة بعثت بها الى الوزير بن غفير ونسحة عنها الى الحكومة، ان "التحقيقات الجنائية، بما في ذلك التحقيقات مع أفراد الشرطة، تتم باستقلالية تامة من قبل سلطات التحقيق، بما في ذلك ماحش.. إن أي تدخل من قبلك في التحقيقات، بشكل مباشر أو غير مباشر، يعد انتهاكًا للقانون، ويمس بشكل خطير بسيادة القانون، ويشكل تسييسًا لجهاز تنفيذ القانون ومحاولة ممنوعة محظورة للتأثير عليه... يجب تجنّب هذا الأمر على الفور".

وفي السياق ذاته نشر المدعي العام للدولة، عميت أيسمان، بيانًا، أكد فيه أن "أي تدخل من قبل جهة سياسية في التحقيقات الجنائية - بشكل مباشر أو غير مباشر - يشكل انتهاكا صارخا للقانون، ويمس بسيادة القانون بطريقة مرفوضة ومحظورة". وانتقد المدعي العام بشدة الوزير بن غفير على خلفية قوله بأن "قسم التحقيق الداخلي في الشرطة "ماحش" يهدم ويدمّر الدولة".

بن غفير يستهزىء بالمستشارة القضائية

وردًا على رسالة المستشارة القضائية، أرسل بن غفير رسالة إلى مكتبها هاجم فيها مكتب المستشارة القضائية واستهزأ بموقفها: "حرية التعبير هب حق لوزراء الحكومة أيضًا، وحان الوقت ان تتعلموا، أنتم في وزارة القضاء، تقبّل الانتقادات... أنا وملايين غيري من مواطنينا نستطيع أن ننام بسلام وطمأنينة بفضل هذا الشرطي، ودعوته للتحقيق من قبل "ماحش" هي خطوة مخزية وبائسة. لا مكان لرسائل التهديد من قبلك، ولا مكان لمحاولتك تخويف وترهيب منتخبي الجمهور من القيام بواجباتهم، وأي رسالة تهديد لن تمنعني من ذلك وإعطاء "الظهر" (الدعم) لمقاتلينا".

"ماحش" لم يتعلّم من 7 أكتوبر

وكان بن غفير قال، صباح اليوم، لدى وصوله الى مكاتب "ماحش": "أريد أن أقول إن "ماحش" تدمّر قوة الردع لدولة إسرائيل وتلحق الضرر بمقاتلينا. كنت على يقين أنهم بعد 7 أكتوبر سيتعلمون ويفهمون. لكن في "ماحش" لا يفهمون". وأضاف: "أريد أن أقول كوزير للأمن القومي، وباعتباري الشخص المسؤول عن هؤلاء المقاتلين، بأننا لن نتخلى عنهم، سندعمهم ونعطيهم "ظهرًا".. ولن أسمح بإلحاق الأذى بهم. أقول ذلك وانا على يقين ان شرطة إسرائيل بأكملها تتفق معي"!