لم يأتِ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم السبت، بأي جديد. فقد كرر لاءاته المعروفة: لا لوقف الحرب، لا للإعتراف بالدولة الفلسطينية، لا للموافقة على مطالب حماس في صفقة التبادل.

والشيء الجديد - إذا جاز التعبير - كان بالإكثار من استخدام عبارة "قالوا لي لا تُوقف الحرب". فقد استخدمها نتنياهو عدة مرات في مؤتمره الصحفي، وكلها جاءت على لسان جنود ومصابين قال نتنياهو انه إلتقى بهم في المستشفيات.

الملفت ان "مؤتمر نتنياهو" يأتِ في وقت ما زال هو والليكود في تراجع باستطلاعات الرأي، بينما رئيس المعسكر الرسمي، بيني غانتس، يعزز من قوته وقوة حزبه. ويبدو ان المؤتمر جاء في محاولة للخروج من هذا الوضع من خلال شعارات مكررة سمعناها من رئيس الحكومة طوال الفترة السابقة.

نتنياهو اعتبر ان "صورة الانتصار" ستكون في رفح: "قلت لبايدن اننا سنستمر بالحرب حتى النصر، بما في ذلك في رفح". وكان قبل فترة يفتش عن ذات الصورة في مستشفى الشفاء وفي خانيونس، ولم يحصل عليها. أما كيف سيجتاح رفح مع وجود مليون ونصف مليون نازح فيها، فهو ما حاول نتنياهو عدم مقاربته في حديثه، واكتفى بالقول: "كل من اتحدث معهم من قادة العالم أقول لهم انه يجب اجتياح رفح، دون ذلك ستخرج اسرائيل من الحرب مهزومة".

وفي المجمل ظهر نتنياهو عصبيًا في المؤتمر الصحفي، حركات وجهه تدل على النرفزة، وربما عدم الثقة، خاصة أمام ضغط عائلات المحتجزين، بما في ذلك مطالبته من المحتجزَين الاسرائيليين المُحرَرين (اليوم) بإرسال الوفد الاسرائيلي الى القاهرة، وهو ما يزيد الضغط على رئيس الحكومة، بالإضافة الى استطلاعات رأي ما زالت تؤكد أزمة ثقة بينه وبين الرأي العام الاسرائيلي، على الرغم من انه يحاول، في كل مرة، وفي كل ظهور متلفز، ان يغيّرها، لكنه يفشل لأنه لا يقول شيئًا، سوى ترديد شعاراته التي باتت تأسره وتدل على أزمته أكثر مما تفيده وتنقذه من ورطة الحرب وأزمة ائتلافه في إدارتها.