بناء على اقتراح بحث مستعجل تقدّم به النائب د. عبد الله ابو معروف الجبهة – القائمة المشتركة)، ناقشت لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية صباح اليوم الثلاثاء مستوى الخدمات الطبية التي تقدّمها صناديق المرضى في ضواحي البلاد وخاصة في البلدات العربية في النقب وشمال البلاد، مقارنة مع ما تقدّمه من خدمات في مركز البلاد، في ظل التراجع الملموس في الخدمات الطبية في ضواحي البلاد الأمر الذي يعرِّض صحة وحياة المواطنين للخطر والموت. وشارك في الجلسة النائب د. يوسف جبارين (الجبهة – القائمة المشتركة) وممثلين عن صناديق المرضى وممثلين عن وزارة الصحة ووزارة المالية.
في كلمته قال عضو لجنة الصحة البرلمانية النائب د. ابو معروف، إن شحّ الخدمات الطبية التي تقدّمها صناديق المرضى والمؤسسات الطبية الأخرى في ضواحي البلاد هي حالة مستديمة يتكرّر طرحها كل عام في الكنيست، لكن وللأسف لم يجر أي تقدُّم بالأمر، وتبقى الخدمات الطبية بتراجع دائم في ظل التقصير المستهجن لحكومات اسرائيل المتعاقبة وخاصة في عهد حكومات نتنياهو الأخيرة التي تهتم بتقديم الخدمات للأغنياء على حساب الفقراء.
وأضاف د. ابو معروف، إنه وبحسب قانون الصحة العام في اسرائيل، على الدولة أن تقدِّم الخدمات الطبية لمواطنيها بشكل متساو، وعلى صناديق المرضى أن تقدِّم لجميع المرضى وخاصة في ضواحي البلاد خدمات طبية بجودة عالية وبمستوى جيد قريبا من مكان السكن، من خلال تقليص الفجوات القائمة بين الخدمات الطبية المتوفرة بشكل كبير في مركز البلاد والتراجع الملحوظ بالخدمات المقدمة في ضواحي البلاد وخاصة في منطقة النقب أو ما يسمّى في القرى غير المعترف بها والبلدات النائية في الشمال.
وأكد د. ابو معروف على ضرورة توظيف الميزانيات الكافية لسد الفجوات بين مركز البلاد والضواحي، على أن يتم توزيع الميزانيات بالتنسيق مع صناديق المرضى وأن يُأخذ بعين الاعتبار الشرائح الضعيفة في المجتمع الاسرائيلي اجتماعيا واقتصاديا، وأن تعامِل صناديق المرضى مرضاها بشكل متساو، واستثمار الميزانيات في خدمة جميع سكان الدولة وليس لأغراض الربح والخسارة. وأضاف د. ابو معروف، لضبط هذه العملية يتطلب من صناديق المرضى تقديم تقارير دورية عن كيفية توزيع الميزانية، وعدم توظيف الميزانيات لتغطية العجز المالي المتراكم في مركز البلاد ليصب فقط في خدمة الأغنياء على حساب الفقراء، خاصة وأن سكان الضواحي يدفعون أكثر ويتلقون الخدمات الأقل.
وفي كلمته تحدّث النائب د. جبارين عن مشكلة النقص بالأطباء الاختصاصيين مقارنة بمركز البلاد، وبسبب كل هذه النواقص فإن نسبة الوفيات في ضواحي البلاد أعلى من المركز. كذلك الأمر بالنسبة لعدد الأسرّة، فإن معدّل متوسط عدد الأسرّة في مركز البلاد عامة يعادل 0.1 سرير لكل 1000 إنسان، ومعدّل الأسرة في تل ابيب 0.22 سرير لكل 1000 إنسان، أما متوسِّط الأسرة في جنوب البلاد وشمالها فيعادل 0.05 سرير فقط لكل 1000 إنسان. هذه الأرقام تؤكد أن معدّل الأسرّة العلاجية للمرضى في الشمال والجنوب لكل 1000 إنسان يساوي خُمسْ عدد الأسرّة في تل أبيب فقط، ونصف معدّل الأسرّة العام، بالإضافة لعدم وجود أسرّة علاجية للأطفال بالمرّة، الأمر الذي يضطر العائلات للسفر إلى مركز البلاد أو للقدس.
وتطرّق د. جبارين لعدم توفر العدد الكافي من عيادات صناديق المرضى بما يتناسب وعدد السكان بالإضافة إلى النقص بالأطباء والطواقم الطبية المختلفة، وسفر المرضى لمسافات طويلة للوصول إلى العيادات وتلقي العلاج والفحوصات اللازمة. وبسبب كل ذلك يعاني المرضى من فترة الانتظار الطويلة لدى الأطباء بشكل عام وخاصة في عيادات الاطباء الاختصاصيين، وأن خدمات الصحة القائمة لا تأخذ بالحسبان طبيعة حياة السكان والعادات والتقاليد التي تتطلب أسلوب توجه ملائم.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48