تنعقد محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، لتصدر حكمها الابتدائي في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، بشأن الحرب على غزة. ويعتقد معظم الخبراء القانونيين أن المحكمة ستصدر حكمًا وتقبل طلب جنوب أفريقيا باتخاذ تدابير مؤقتة أو وقائية.

وستحضر وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، أمام المحكمة في لاهاي في هولندا، فيما تقدّر اسرائيل بان الحكمة ستصدر قرارًا اليوم باتخاذ تدابير مؤقتة "لكن ليس بالضرورة وقف الحرب"، كما أفادت تقارير.

ما هي "التدابير المؤقتة"؟

توصف "التدابير المؤقتة" بأنها أوامر قضائية مؤقتة أو تدابير وقائية حتى لا يصبح الوضع على الأرض أسوأ.

ويعتقد معظم الخبراء القانونيين أن جنوب إفريقيا قد استوفت المعايير لإظهار أن هناك خطرًا كبيرًا على الحياة في حال لم يتم القيام بأي إجراء.

وتم الاستماع إلى هذا الجزء من القضية في لاهاي خلال يومي 11 و12 كانون الثاني/يناير الجاري، حيث طلبت جنوب أفريقيا من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقدمت إسرائيل دفاعها في اليوم الثاني.

ما الذي يمكن أن تأمر به محكمة العدل الدولية؟

إذا قررت محكمة العدل الدولية إصدار تدابير مؤقتة أو وقائية، فهي غير ملزمة بإصدار ما طلبته جنوب أفريقيا بالضبط، أي وقف الحرب.

ويمكن للمحكمة أن تأمر إسرائيل باتباع القانون الإنساني الدولي، أو السماح بإرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى غزة، أو السماح بوصول المساعدات دون عوائق. والى جانب ذلك يمكنها أيضًا اصدار قرار بوقف الحرب.

مجلس الأمن و"الفيتو"

وأحكام المحكمة ملزمة قانونًا وغير قابلة للاستئناف، لكن المحكمة ليس لديها آلية لتنفيذها. لكن أي قرار يمكن ان تكون له تداعيات سياسية على اسرائيل. لذلك يمكن ان يتحوّل القرار، في حال "وقف الحرب"، الى مجلس الأمن لبحثه هناك واتخاذ آليات لتنفيذه. وقد تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" على أي قرار من هذا القبيل.

وقرار اليوم لا يتعلق بالقضية الأساس التي قدمتها جنوب إفريقيا وهي "الإبادة الجماعية". ويستغرق الأمر سنوات حتى يتم النظر في القضية في محكمة العدل الدولية واصدار القرار النهائي.

لكن، في حال اتخذت المحكمة قرارًا اليوم بالإجراءات المؤقتة، فهذا يعني انها ترسل إشارة إلى إسرائيل بأنها تخضع للتدقيق الدولي بسبب أفعالها، ولا يعني انها تقضي بجوهر القضية (الإبادة الجماعية) وتوافق على دعوى جنوب إفريقيا بخصوصها.