كتب: رمزي حكيم | من السابق لأوانه الحديث عن فشل المفاوضات الجارية لاقامة القائمة المشتركة بسبب قضايا اللحظة الأخيرة التي ما زالت عالقة والتي تحول دون الاعلان، في هذه المرحلة، عن الاتفاق النهائي. ومما يدلل على هذا الاتجاه هو ما نكشفه هنا، حصريًا، عن وجود اتفاق مبدئي مكتوب بين الاحزاب الثلاثة، وهي: الجبهة والحركة الاسلامية والتجمع، على خوض الانتخابات في قائمة مشتركة!، كان جرى التوقيع عليه بين الاطراف الثلاثة في ختام جلسات المفاوضات، في المراحل الأولى، والتي جرت في حينه على اساس مقياس الكتل الممثلة في الكنيست وليس على اساس الاحزاب، وقد غابت عنها العربية للتغيير (وهي جزء من كتلة الموحدة البرلمانية)، على خلفية الخلافات الحاصلة داخل كتلة الموحدة بين الحركة الاسلامية والعربية للتغيير، فيما انضمت (العربية للتغيير) لاحقًا الى المفاوضات التي باتت تجري على اساس حزبي (نتيجة الخلافات في كتلة الموحدة).

وعلى الصعيد ذاته كشفت مصادر موثوقة شاركت في جلسة المفاوضات لتشكيل "القائمة المشتركة"، التي انعقدت اليوم الجمعة، في حديث هاتفي معها اجريناه قبل لحظات، ان اجواء المفاوضات لانجاز بعض القضايا العالقة ايجابية، وان الاتجاهات تسير نحو الاتفاق، خلال الايام القادمة، لاقامة القائمة المشتركة، رغم بعض العراقيل التي يمكن تذليلها. والعقبة الوحيدة الموجودة الآن هي مطلب العربية للتغيير بالحصول على مقعدين في المقاعد الـ 12 الأولى، الأمر الذي ما زالت الحركة الاسلامية والتجمع تعارضه، وقد أبديتا في جلسة اليوم ايضًا معارضتهما له.

ومن المعلومات المتوفرة لدينا فان اجتماع اليوم، الذي رفع جلسته قبل لحظات، على ان يلتئم مجددًا بعد الانتخابات التمهيدية في الجبهة والتجمع والتي ستجري يوم غد السبت، قد قطع شوطًا كبيرًا في تجسير الهوة بين بعض الاطراف الحزبية المشاركة، وان امكانيات الوصول الى اتفاق بشأنها باتت هي الاقرب، خاصة وان جميع الاحزاب المشاركة، وهي الجبهة والتجمع والحركة الاسلامية والعربية للتغيير، تتعامل مع الموضوع بمسؤولية وتبذل جهدًا لتذليل ما تبقى من عقبات، وهي قليلة جدًا، مقارنة مع ما تم الاتفاق عليه من نقاط وقضايا خلال الجولات السابقة من المفاوضات.