ناقشت هيئة الكنيست العامة اقتراح تعديل قانون منع وشطب الترشح لشخص لانتخابات الكنيست الذي طرحه النائب عودد فورار (يسرائيل بيتينو) والمعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة. وفي سياق دحض هذا التعديل للقانون قال النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، ليس من قبيل الصدف، أن يأتي هذا التعديل من حزب وزير الحرب افيغدور ليبرمان الغني عن التعريف بمواقفه المعادية للمواطنين العرب، فهو الذي شرع قانون رفع نسبة الحسم، لمنعنا من ممارسة العمل السياسي في الكنيست، حيث فشل هذا القانون، والآن يسعى لتعديل القانون القائم، في محاولة بائسة أخرى تحت حجة الإرهاب ويهودية الدولة، فالتعديل المقترح يطالب بمنع قائمة أو مرشح من خوض انتخابات الكنيست اذا صدر عنه أي تصريح يطعن بديمقراطية الدولة ويهوديتها.

وأضاف د. ابو معروف، لقد قرأنا المكتوب من عنوانه، فمُقترِح القانون لا يستطيع إعطاء الحجج والمبررات لهذا التعديل ولذلك استغل الشرح بالتهجّم والتحريض على رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة واعضاء المشتركة الآخرين. لهذا فإن اقتراح قانون عنصري كهذا ذو ملامح فاشية لا يمسّ بالنواب العرب فقط، بل هو اعتداء سافر على ما تبقّى من ديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ويندرج ضمن سلسلة القوانين العنصرية وكمّ الأفواه التي تشرِّعها حكومة بنيامين نتنياهو المتطرِّفة.

وأضاف د. ابو معروف، إن الديمقراطية في اسرائيل على شفا انهيار، وما يجري يذكِّرنا بسنوات الخمسينيات بما يسمّى بديمقراطية "العالم الحر" أو ما أطلق عليه في حينه في امريكا بـ"المكارتية" حيث جرى ملاحقة كل صوت ديمقراطي ضد التمييز العنصري وحرية المواطنين السود، فكان مصير المكارتية في مزبلة التاريخ، ومما لا شك فيه أن هذا التعديل للقانون المطروح اليوم على طاولة الكنيست سيكون مصيره ايضا إلى مزبلة التاريخ.

وقال ابو معروف، إن اقتراحات قوانين عنصرية متطرفة كهذه تشير إلى مخاطر ظهور ملامح الفاشية في اسرائيل، ولم ننس بعد قصّة الراهب المشهورة الذي بقي وحده عندما اعتقد أن ما يجري في بلاده لا يعنيه وعندما داهمه الخطر والموت لم يجد من يقف إلى جانبه وينقذه، فإن هذه المخاطر غير موجّهة ضد نواب القامة المشتركة فقط، وإنما هي ككرة الثلج التي تتدحرج لتُجْهِز على كل من لا يرضخ لتوجهات وأوامر الحركات والعناصر الفاشية المتطرِّفة.

وتحدّث د. ابو معروف بسخرية عن جوهر اقتراح القانون المطروح الذي يحدِّد مصطلح وكلمة "النُطق" أو "التصريح"، قائلا، ما ينقص مُقدِّم القانون هو أن يطالب كل مرشّح للانتخابات بالخضوع إلى فحص بجهاز كشف الكذب "البوليجراف" وقراءة أفكاره، الأمر الذي يشير إلى خطورة هذا القانون ومدى انحداره نحو الفاشية، ويتطلب من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة عدم التصويت عليه وإسقاطه.

وأنهى د. ابو معروف خطابه قائلا، إنه ليوم أسود على الكنيست والديمقراطية في اسرائيل تمرير اقتراح قانون كهذا بالقراءة الأولى يهمِّش الحيِّز الديمقراطي ويشلّ مكانة وصلاحية المحاكم والقضاء.

وفي سياق حديثه قوطع النائب ابو معروف من مقدِّم القانون، مما اضطر ابو معروف الى الرد عليه واسكاته بالقول: "عندما اتحدث انت تخرس".