في مؤتمرهم الصحفي المشترك عشية بدء الهدنة وصفقة التبادل، اشار كل من نتنياهو وغانتس وغالانت الى احتمالية اتساع الصفقة لتشمل رهائن اسرائيليين آخرين لكن دونما التزام بذلك. كما اجمع الثلاثة على ان تعقيدات الوضع قد دفعت للصفقة وهي نتيجة للعملية البرية في غزة والتهديد على حماس، واشاروا الى انها جاءت نتيجة قرار صعب لكن صحيح.
وقد اجمع رؤساء كابنيت الحرب الثلاثة على ان الحرب مستمرة بعد الهدنة على أمل ان تنجز، وعلى تعديل معين في غايات الحرب التي أعلنت في البداية وهي هزيمة حماس والقضاء على قدراتها العسكرية وقدراتها على الحكم، وعلى إعادة كل المحتجزين الاسرائيليين في غزة، واعادة الامن والامان الى الجنوب والشمال على السواء. في المقابل شدد كل من نتنياهو وغالانت بأن قادة حماس الخارج، في اشارة الى هنية ومشعل وغيرهما، هم مستهدفين اينما كانوا ومهما كان موقعهم. ووفقا لغالانت مصيرهم الموت. بينما تحدث غانتس عن توقع قرارات صعبة كهذه خلال هذه الحرب.
التزم الثلاثي باعادة النازحين والبالغ عددهم 230 ألفا من الشمال والجنوب، لكن دونما التزام بموعد حتى ولو كان بعيدا.
ووفقا لنتنياهو وغالانت لا يوجد التزام سري تجاه هدنة مقابل حزب الله في الشمال، وانما ستدار الأمور وفقا لمصالح اسرائيل وبعقلانية ووفقا لما يقوم به الطرف الآخر. بينما ذهب غانتس الى اطلاق تهديد مباشر بأن مصير شمال غزة سيتكرر في جنوب لبنان في حال تواصل عمليات حزب الله، وفي حال اتسعت المواجهة سيكون مصير بيروت كمصير مدينة غزة. وتطرق نتنياهو الى ايران والى دور الحوثيين في خطف السفينة واطلاق الصواريخ مشيرا الى ان اسرائيل متنبهة للأمر وسيكون رد دون توضيح اين وكيف ومتى.
ساد الغموض بخصوص دور الصليب الاحمر ومدى الالتزام بأن تقوم المنظمة الدولية بزيارة المحتجزين الاسرائيليين وتوفير الادوية للمحتاجين. ووفقا للتصريحات لا يوجد يقين بمدى تنفيذ هذا الأمر.
لم يكن التزام بطبيعة الصفقة الاكثر شمولا، بعدم اطلاق اسرى محكومين بتهمة قتل اسرائيليين، بل تمت الاشارة الى ان من سيطلق سراحهم من الاسيرات والاشبال لم يرتكبوا مخالفات من هذا النوع.
واعترف نتنياهو بعدم احتمالية الحل العسكري لتحرير الرهائن، وقد تم وفقا له مساعٍ لذلك، وقد نجح الجيش في تحرير جثة المجندة الاسرائيلية قبل بضعة ايام. ولو كان الامر ممكنا من خلال عملية عسكرية لما كان تردد في ذلك. وفي اشارة الى احتمالية مستقبلية ان يقوم اسرى محررين بعمليات ضد اسرائيل، فقد اكد نتنياهو بأن اسرائيل ستتخذ الاجراءات في منع ذلك في اشارة الى اعادة محررين من صفقة شاليط الى السجن، وفي تصفية اخرين ممن شاركوا في عمليات.
وجاء تصريح رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي بعد ساعة من المؤتمر الصحفي واعلانه بتأجيل بدء تنفيذ الهدنة، صادما وحصريا لدى عائلات الرهائن في غزة والذين اصيبوا بحالة ذهول وقلق وفقدان ثقة اضافي بالحكومة التي وعدتهم للتو بعودة ابنائهم.
قراءة أولية:
- هناك تعديل معين على اهداف الحرب وحصرها في القضاء على سلطة حماس وعلى قدراتها العسكرية وإزالة اي تهديد امني من غزة وعودة المتجزين.
- هناك اعتراف بعدم النجاح في اعادة الرهائن الاسرائيليين من خلال عملية عسكرية، واعتراف بحدود القوة في استعادتهم، وهو ما يشكل احد اهم اهداف الحرب على غزة.
- لم يكن نفيا لاحتمالية اتساع الصفقة من حيث العدد والفترة.
- سعى المسؤولون الثلاثة الى استعراض الصفقة على انها صورة انتصار فرضتها اسرائيل باجتياحها على حماس وفقا لغالانت ونتنياهو.
- لم يكن نفيا لاحتمالية اتساع الهدنة من حيث العدد والفترة، في حين يشير تصريح هنغبي الى امكانية وجود عثرات جدية خلال تنفيذها، بالاضافة الى تلعثم نتنياهو وغالانت بشأن دور الصليب الاحمر، وهو ما يشير الى ان اتفاق الهدنة هو اتفاق دولي متعدد الاطراف وليست اسرائيل هي من يملك القدرة على التحكم بحيثياته.
- سوف يكتشف العالم من خلال دخول الاعلام الى غزة هولَ الكارثة وسيكون في حالة ذهول امام عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في منعها.
- يبدو ان الهدنة في حال تم انجازها بالكامل، باتت مؤشرا الى احتمالية بداية نهاية الحرب.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48