أخبارنا

رمزي حكيم

تحليل | اسرائيل من "النشوة" الى التململ

الصورة التي تخاف منها اسرائيل؛ الفشل الاستخباراتي في "الشفاء" وقدرة حماس على تسيير القتال
تصوير: اعلام الجيش

01

الشفاء والفشل الاستخباراتي

بدأ الحديث في اسرائيل عن "فشل استخباراتي". ورغم انه ما زال متواضعًا، لكنه يعكس نرفزة أيضًا. فاسرائيل ركّزت على مستشفى الشفاء تمهيدًا لإلتقاط "صورة انتصار". وتبيّن، على الأقل حتى الآن، ان كل ادعاءات اسرائيل بشأن "مقر حركة حماس القيادي الموجود تحت مستشفى الشفاء"، لا أساس لها. لا "مقر قيادي" تحت المستشفى، ولا رهائن اسرائيليين ولا يحيى السنوار التي كانت اسرائيل متأكدة تقريبًا بانه يتواجد هناك!

حاولت اسرائيل، عند اقتحامها المستشفى، الركوب على "موجة الانسانية"، في محاولة للتخفيف قدر الإمكان من ورطتها امام الرأي العام العالمي بسبب اقتحامها المستشفى، وهو أمر لا يحصل في أي حرب، عندما صورت مشاهد نقل الأدوية والمعدات الطبية للمستشفى. وبهذا ايضًا فشلت، حيث لم يتعامل معها الاعلام العالمي بجدية، وحتى تجاهلها ليبقى في مركز النشر: اقتحام مستشفى، احتلاله، ومعاناة المرضى والجهاز الطبي والنازحين في المكان.

الأدوية ومستشفى الشفاء: هنا اسرائيل فشلت أيضًا

02

قدرة حماس على تسيير القتال

 تتغير الصورة في اسرائيل. وبدأت التساؤلات: "أية انجازات حققنا" بعد اكثر من شهر، وهي تساؤلات مرتبطة بقدرة حماس على الاستمرار باطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل وقدرة قيادتها على تسيير القتال، دون ان تضعف، ولو قليلاً. 

في هذا السياق بدأ محللو التلفزة يتحدثون عن "الوقت" الذي لا يلعب لصالح اسرائيل، في قضية الرهائن المحتجزين في غزة، وفي قضية الضغط العالمي، وفي قضية القوات البرية التي تواصل تواجدها في مناطق في القطاع، وبالتالي "تتعرض للخطر الدائم"، دون النجاح بالوصول الى قيادات حماس او الى مواقع اطلاق الصواريخ.

النشوة الأولى بدأت تتغير لتصبح أقرب الى التململ. وهذا سيزداد مع الوقت في ظل غياب انجازات كانت اسرائيل وضعتها ضمن اهدافها للحرب. وباتت اصوات في اسرائيل، مؤثرة، تقول انه من الصعب القضاء على قيادة حماس او حكمه، وفي أحسن الحالات فان هذا سيستغرق وقتًا طويلاً، حتى اكثر مما توقعته اسرائيل، وهو غير متاح لاسرائيل عالميًا، بحسب التقديرات الاسرائيلية نفسها.

المختطفون: الصورة التي تخاف منها اسرائيل

03

المختطفون: حماس تقود

حماس هي التي تقود في هذه المسألة. هذا ما يؤكده المحللون الاسرائيليون. ويبدو ان الضغط الذي يمارسه اهالي المختطفين قد بدأ يؤثر على الحكومة وعلى "كابينيت الحرب". صورة الانتصار التي تفتش عنها اسرائيل ستتعطل مع صفقة تبادل الأسرى، وستسيطر مكانها صور أعداد كبيرة من الأسرى والأسيرات في السجون الاسرائيلية، سيتم الإفراج عنهم، وصور الدمار في غزة، حيث ستدخل طواقم الاعلام العالمية الى القطاع في فترة وقف اطلاق النار المؤقت، وينقلون الصور والمشاهد الى العالم.

من هذا بالضبط كانت تتخوف اسرائيل. لذلك عارضت كل الوقت أي كلام عن وقف مؤقت لاطلاق نار

04

الترانسفير الجديد

مخطط التهجير لم يعد سريًا. فقد فضحه وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، والمقال المشترك لعضوي الكنيست داني دانون (ليكود) ورام بن باراك (يش عتيد)، في "وول ستريت جورنال" الأمريكية. وقبل ذلك "ورقة مفاهيم" لوزارة الاستخبارات أعدت في شهر أكتوبر الماضي، تقترح خطة إسرائيل التهجير من غزة واجبار النازحين  على الرحيل إلى سيناء، بذريعة "الإقامة المؤقتة".

الترانسفير الجديد

هناك اجماع في اسرائيل على قضية التهجير. وللتخفيف من حدتها يجري اللجوء الى لغة "خروج طوعي" لأسباب انسانية. وللتلخيص: اسرائيل ما زالت اسرائيل. مخططات التطهير والتهجير في صلب معتقداتها. وهو خطر قائم في هذه الحرب بعد حشر مليون ونصف المليون شخص في مناطق الجنوب في ظروف كارثية.

05

شبكات التلفزة

بكلمة واحدة: مجنَّدة ومقززة في آن. فقدت كل شيء اسمه اعلام وتحولت الى متحدث باسم الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، دون حتى محاولة فحص الأخبار ومدى دقتها، والتي تصلها من مصدر واحد فقط. وهي بذلك لا تستحق سوى عبارة: بوق مشبوه، أبعد ما يكون عن الاعلام المهني والاستقصائي. اعلام لا يستحق هذه الصفة.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48