أخبارنا

رمزي حكيم

تحليل | التظاهر لليهود فقط

هذه حالة لا يُراد منها فقط إخافة الجمهور العربي، ترهيبه وتدجينه، انما تحديد مربع له في "الديمقراطية الاسرائيلية" عليه ان لا يتجاوزه، الآن وما بعد انتهاء الحرب. وهذا أيضًا جواب لمن "عاتب" العرب، من داخلهم، على عدم مشاركتهم في مظاهرات "الانقلاب القضائي"
أرشيفية

مشهد اعتقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وهي أعلى هيئة تمثيلية للجماهير العربية في البلاد، وهو في طريقه الى الوقفة الاحتجاجية في ساحة العين بالناصرة، ومن ثم اعتقال شخصيات حزبية وجماهيرية قيادية في "الوقفة"، يدلل على عدة حقائق، يمكن تلخيصها، بشكل أولي، بالتالي:

1. كتم الصوت واسكات الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد هي سياسة تبنتها ليس فقط الشرطة، باصدار قرارات جارفة بمنع التظاهر، انما كل المؤسسة الاسرائيلية، بما في ذلك المحكمة العليا التي ثبّتت، أمس، في قرارها، منع تظاهر العرب. هذا يدلل على "ديمقراطية" اسرائيل حين يتعلق الموضوع بالعرب، خاصة وان قرار منع التظاهر تم تفصيله خصيصًا للمواطنين العرب، دون اليهود الذين يستطيعون التظاهر، مثل اهالي الرهائن، ودون وضع ذريعة "عدم وجود قوات كافية من أجل ضمان سلامة الأمن العام" كحجة لمنع التظاهر.

من مظاهرات اهالي الرهائن: حجة "عدم وجود قوات كافية من أجل ضمان سلامة الأمن العام" لا تسري هنا | صورة شاشة

2. الهجوم على القيادات العربية يشكّل سابقة خطيرة، غير مسبوقة، قد تنذر بما هو اخطر للمرحلة المقبلة. ومن شاهد شاشات التلفزة، وجوقة صحفيي ومحللي "البلاط"، لا يشعر فقط بالتقزز والقرف، انما بالأساس يستشعر هذا التحشيد الاعلامي الواسع ضد العرب وقيادتهم، والذي تجاوز حد التحريض والتعبئة وانتقل الى شيطنة العربي وشطبه. 

3. وشيطنة العربي تتجلى أيضًا في الملاحقات والاعتقالات والتهديد بسحب المواطنة والإقامة من مواطنين عرب، بحجة كتابة منشور هنا ومنشور هناك على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي حالة لا  يُراد منها فقط إخافة الجمهور العربي، ترهيبه وتدجينه، انما تحديد مربع له في "الديمقراطية الاسرائيلية" عليه ان لا يتجاوزه، وبالتالي فان هذا المشهد، برأيي، لن يقتصر على هذه المرحلة، انما قد يمتد الى ما بعد انتهاء الحرب، وهو الأكثر خطورة. 

أرشيفية

4. نقول هذا الكلام الآن ردًا على من كان يعاتب العرب بعدم المشاركة في المظاهرات ضد الانقلاب القضائي، والذين اعتبروا ان غياب العربي هو "خطأ استراتيجي" بادعاء ان هذه القضية هي "قضيتنا أيضًا". وقد حصل كل هؤلاء الآن على الجواب من المؤسسة الاسرائيلية: "الديمقراطية التي يقصدها المجتمع اليهودي لا تتلاءم مع وضعية العرب في اسرائيل"، وبالتالي هي لليهود فقط!

5. هذا ما يفضي إليه التمادي في ملاحقة كل ما هو عربي، ضمن استغلال واضح لما حدث ويحدث في البلاد في هذه الفترة. ويدخل في هذا الباب أيضًا ملاحقة مراسل القنال 12 للصحفيين العرب، بشكل وقح وعنصري، أمام أعين الشرطة وآذانها، وهي نفس الشرطة التي تنشغل ليل نهار بمىحقة العرب مع أجهزة الشاباك.

6. حالة التحشيد والتعبئة، ضمن بيئة الجنون والانتقام، قد تقود الى ما هو أسوأ باسم "ديمقراطية حالة الطوارىء": الى قوانين ومشاريع قوانين يمينية مجنونة، بدعم أو بصمت "يساري"، تتعلق بالعرب، لتقييدهم ووضع حواجز امامهم وسحب حقوق اضافية منهم، الأمر الذي يعكس كذبة "اليمين" و"اليسار" في القضايا المفصلية والمواقف الأساسية. في النهاية، للأسف، كلهم يحشدون ويعبئون ضد العربي ولا يُسمعون أي صوت خارج "الاجماع الصهيوني"، وهو ما يحصل الآن بالتمام والكمال، مع استئناءات قليلة جدًا ومحصورة.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48