أخبارنا

رمزي حكيم

تحليل | اللاءات الثلاث: جنون الانتقام وورطة اسرائيل

والملفت هو هذا التعتيم الحاصل على مجريات الأحداث في القطاع، والتوقف بشكل مطلق، في كل وسائل الاعلام الإسرائيلية، عن اعطاء أية معلومات عن مجريات العملية البرية، والخسائر التي تتكبدها القوات الاسرائيلية

3 مؤتمرات صحفية، و3 كلمات متلفزة تحتل شبكات التلفزة الإسرائيلية في وقت قياسي من المشاهدة والمتابعة، بدون أية معلومات جديدة. هذا هو حال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، وعضو "كابينيت الحرب"، بيني غانتس.

فقد ظهر الثلاثة على شاشات التلفزة، الواحد بعد الآخر، مع عبارات ليست جديدة، سمعها الجمهور الاسرائيلي منذ اسبوع واسبوعين وأكثر. والملفت هو هذا التعتيم الحاصل على مجريات الأحداث في القطاع، والتوقف بشكل مطلق، في كل وسائل الاعلام الإسرائيلية، عن اعطاء أية معلومات عن مجريات العملية البرية، والخسائر التي تتكبدها القوات الاسرائيلية.

يمكن تلخيص الظهور الثلاثي في التلفزة الإسرائيلية، الليلة (الثلاثاء)، بالتالي:

- لا لوقف اطلاق النار

- لا لإدخال الوقود الى قطاع غزة

- لا لإنهاء الحرب قبل القضاء على حكم حماس وكل قياداتها

 اسرائيل ما زالت أسيرة لحالة الانتقام، وهي تكابر، تكابر وتكابر، لكنها تبقى أسيرة اكثر لغياب أي هدف يمكن تحقيقه بالكامل من حرب أعلنتها بشكل عشوائي، في يوم ونصف اليوم، دون وضع أية استراتيجية "عملية" قابلة للتحقيق.

القصف عشوائي، والقتل عشوائي، والدمار يفوق أي تصوّر. هذا ما حققته اسرائيل من "انجازات" حتى الآن، دون ان تعطي شعبها أي جواب: الى أين اسرائيل ذاهبة؟ وكيف يمكنها تحمّل حرب من هذا القبيل لعدة اشهر على أقل تقدير؟ ماذا ما اقتصادها؟ وماذا مع "حصانة مجتمعها" الذي بدأ يتململ ويهاجم حكومته؟ وماذا مع المختطفين وضغط اهاليهم الذي سيزداد؟ وماذا مع اخلاء بلدات كاملة، في الشمال والجنوب، من سكانها وكيف ستتحمل اسرائيل مثل هذا الوضع لعدة أشهر؟ والأهم: عالم بدأ صبره ينفد، وعواصم عالمية تمتلىء بحشود المتظاهرين دعمًا لغزة وضد الحرب، تضغط على حكوماتها وستجبرها على تغيير الموقف المنحاز بالمطلق الى اسرائيل.

اسرائيل في ورطة، رغم المشاهد المأساوية الخارجة من غزة. والسؤال: الى أين ستقودها هذه "المكابرة"، وحالة الانتقام" التي تسيطر عليها منذ 7 اكتوبر؟ وهل ستوّرط المنطقة، والعالم، بما هو أخطر؟ الجواب بطبيعة الحال ليس عند اسرائيل، فهي ماضية في "جنون الانتقام"، الجواب عند أمريكا، وإدارة بايدن بالتحديد!

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48