في الوقت الذي تتناقل به الصحافة الاسرائيلية وبعض الصحف العالمية خبر الحكم على القاتل عزريا وكأنه حالة شاذة، لا يعبر عن طبيعة الاحتلال الاجرامية، فإن إسرائيل تحكم على الأطفال الفلسطينيين بالسجن، وتهدد عائلاتهم بتأجيل محاكمتهم حتى يبلغوا أربعة عشر عاما لفرض سنوات إعتقال أطول، في حال رفضوا الصفقة التي تعرضها النيابة. إسرائيل تحاول كسر إرادة الناس، من خلال الأطفال، من خلال تحويل حياتهم الطبيعية خارج السجن لحياة احتلال وقمع وعنف وإذلال، أو تحويلها لحياة غير طبيعية، داخل السجن يصحون فيه على صوت السجانين بدل صوت أمهم.
لقد وضعت إسرائيل الطفلين سابقا في ظروف اعتقالية صعبة ، حيث احتجزا مع مدمني كحول ومخدرات وفق شهادة العائلة، حتى اضطرت العائلة نفسها طلب نقلهم لسجن فعلي، تم رفضه هو أيضا.
شادي (١٣ عام) وأحمد (١٣ عام ونصف) وقبلهم أحمد مناصرة (١٢ عاما) ومنذر ومحمد طه (١١ عاما)
واجهوا محاكمات بالسجن، وهم مثال عن الانتهاكات اليومية التي تمارسها اسرائيل ضد الأطفال الفلسطينيين، بشكل شبه يومي، ودائما بعيدا عن الأنظار.
الوجه الأسرائيلي الذي يحترم بأخلاقياته، عبر محاكمة أزاريا، التي يراد منها تنقية الجرائم الإسرائيلية المنهجية، والاعتراف بالخارج عن القاعدة الذي يثبت القاعدة، هو نفسه الذي يقوم بتجريم الأطفال الفلسطينيين وسجنهم وتهديد أهاليهم.
لا ينقسم المجتمع الإسرائيلي بين رافض للقتل، وبين مبرر له، فلا أحد يتهم جنود الاحتلال بقتل الأطفال الفلسطينيين. بل هم ينقسمون بين من يرى العلاقة بين أخلاق الجيش الإسرائيلي وبين أخلاق القاتل أزاريا، وبين من لا يراها.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48