وصل وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، اليوم الجمعة، الى البلاد، في زيارة هي الثالثة في غضون شهر واحد. وقالت مصادر اسرائيلية ان الزيارة هذه المرة لن تكون كما سابقاتها، وستكون "صعبة" مع مطالب أمريكية محددة من اسرائيل.
وبحسب المصادر التي تحدثنا معها صباح اليوم، فمن المتوقع ان تسيطر على الزيارة النقاط التالية:
1. هُدَن انسانية: بلينكن سيضغط على اسرائيل للموافقة على هُدَن انسانية. والحديث عن هُدَن متتالية ومتواصلة وليس هدنة واحدة. والهدف إدخال مواد اغاثة من الأدوية والمياه والمواد الغذائية وأيضًا الوقود، على الرغم من ان اسرائيل تربط الوقود بالإفراج عن الرهائن الاسرائيليين المحتجزين في غزة وبضمان عدم وصول الوقود الى مقاتلي وقيادة حماس.
كارثة انسانية: هُدن متواصلة وفتح المعابر | تصوير: هاني الشاعر
2. قضية الرهائن والأسرى: الإدارة الأمريكية تريد حل قضية الرهائن دبلوماسيًا. وهو ملف أساسي في زيارة بلينكن. وهناك حرص أمريكي بعدم اغلاق الباب أمام المفاوضات الجارية مع قطر بشأن الرهائن. اما معادلة حماس فهي "الكل مقابل الكل". ويبدو ان بلينكن سيضغط باتجاه اطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
3. الجبهات الأخرى: أمريكا تريد فرملة أي امكانية لتوسيع الحرب. وتقديراتها ان حزب الله غير معني بفتح حرب أوسع مع اسرائيل، انما البقاء في حدود اطلاق صواريخ محدودة على مواقع عسكرية اسرائيلية قريبة من الحدود، كما يحدث لغاية الآن. لذلك تريد من اسرائيل عدم المقامرة بالتصعيد، في وقت توجه رسائل الى إيران بانها غير معنية بتوسيع الحرب.
الإدارة الأمريكية تخشى "التورّط": بلينكن سيبحث "اهداف الحرب" مع التشكيك بان اسرائيل تمتلك "حطة واضحة"
4. أهداف اسرائيل: بلينكن يريد ان يسمع من المسؤولين الإسرائيليين تحديثات عن اهداف الحرب. وماذا سيكون بعد انتهائها والى أين تريد اسرائيل ان تصل، وكيف يمكن تنفيذ اهدافها المعلنة، خاصة وانها لن تعلن، حتى الآن، عن تحقيق أي "انجاز حقيقي" ارتباطًا بهذه الأهداف. والإدارة الأمريكية ما زالت تشكك بان اسرائيل تمتلك أهدافًا واضحة. وتحرص امريكا بعدم تورط اسرائيل في غزة. وتتخوّف الإدارة الأمريكية من انعكاسات ما يحدث في غزة على مصالحها في المنطقة أمام غليان الشارع العربي والتحوّلات الجارية في الرأي العام العالمي مع ظهور الصور القاسية للدمار والقتل الحاصل في القطاع. كذلك تتخوّف من تصعيد الهجمات على قواعدها العسكرية في المنطقة، ما قد يؤدي الى توريطها في الحرب بشكل او بآخر، وهو ما تتفاداه في هذه المرحلة.
ضغوطات داخلية وتراجع في شعبية بايدن
5. التهجير: موضوع التهجير سقط بعد الرفض القاطع من مصر والأردن باستيعاب النازحين في أراضيهم. بالمقابل تريد ان تسمع الإدارة الأمريكية من المسؤولين الاسرائيلين حلولاً ارتباطًا بهذا الموضوع، تتجاوز تجميع حوالي 1.5 مليون فلسطيني في مناطق الجنوب، وهو ما لا يمكن استمراره لضيق المساحة وتزايد الكارثة الانسانية. ومن المتوقع ان يطلب بلينكن "التخفيف" وتحديد مواقع محددة للقصف، والامتناع عن مواصلته في كل المناطق.
6. الرأي العام الأمريكي والعالمي: في كل الأحوال الإدارة الأمريكية لا تتحدث عن وقف اطلاق نار. لكنها باتت تخشى من الرأي العام، داخليًا في الولايات المتحدة حيث تراجعت شعبية الرئيس الأمريكي بشكل كبير. وهناك استطلاعات تؤكد ان جيل الشباب في الولايات المتحدة، مثلاً، يعارض باغلبيته، وبشكل قاطع، الحرب على غزة وكذلك الموقف الأمريكي المنحاز بالكامل لاسرائيل، وهو تطوّر يؤثر على حملة بايدن الانتخابية. كذلك هناك معارضة داخل حزبه نفسه لهذا الانحياز التام لاسرائيل في حربها على غزة، وبدأت تظهر مطالبات بـ "اتخاذ مواقف أكثر اتزانًا" تخوفًا من هروب مصوتين في الانتخابات القادمة. ةهذا سينعكس في مباحثات ولقاءات بلينكن في اسرائيل.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48