بقلم: جمال عثامنة (يافة الناصرة/ القدس)
رجا وفيّ وغير مهادن بمواقفه السياسية والوطنية، تعرّض ويتعرّض رجا لحملات وهجمات متواصلة تحاول النيل منه ومن الخط السياسي الدقيق الذي يمثله، رجا لا يلتبس ولا يخلط الحابل بالنابل بالسياسة.
رجا وإن لم يوَفّق وأخطأ بانفعاله ولسانه في حوار شخصي تمّ في الحيز الخاص وسمح فيه لنفسه بأن يكون على سجيّته مطلقًا العنان للسانه وقلمه السليط، متوخيًا ردّ الصاع صاعين لمن استدرجته إلى حديث في الخاص دون أن يدرك تبعاته، نعم كان الأجدر برجا عدم الانزلاق إلى مثل التعابير النابية التي وردت في المحادثة الخاصة. أما الارتدادات التي تلت اختيار محدثة رجا نقل الخاص إلى العلن، فهي موضوع آخر ويستحق المراجعة من أكثر من باب.
على امتداد عمل رجا في السياسة والنشاط الحزبي والإعلامي منذ عقدين نجح رجا بتحقيق اختراقات وحضور لصوت جهور منافٍ لأصوات التزلف والتملق والتخلف التي اجتاحت الحراك السياسي في الداخل الفلسطيني من أواخر التسعينات إلى الآن أو ما اصطلح على تسميتها بحقبه أوسلو وإرهاصاتها، والتي رادفتها الحالة الإقليمية والدولية البائسة سياسيًا واجتماعيًا.
الا أن بوصلة رجا السياسية لم تضل ولم تضلله، وأبى لسانه وقلمه أن يتلعثما أو أن يُتأتئا أو أن يصمتا ترغيبًا أو ترهيبًا، أو خشيةَ تهديد على الصعيد الشخصي أو ابتزاز سياسي أو تمشية لمصلحة ضيقة. نجح لسان وقلم رجا أن يعرّي الحالة المقيتة التي نعيشها اجتماعيًا وسياسيًا، والتي تكبر فيها الفجوة بين ما يقال بالخاص والغرف المغلقة وبين العلن، بين الصفقات والمهادنات والنفاق والتملق والتزلف والعهر السياسي الذي تدور بفلكه كثير من النخب السياسية والقيادات والتي بدورها امتهنت الصمت عن الحقيقة واستبدلته ببسالات وهمية تحيّد النظر وتوهم المستمع بأنهم ينطقون. رجا من بين القلائل الذين يقرعون الخزان بل الخزانات التي نعيش بداخلها. قرع رجا مدوٍ ومزعج أوله لأقرانه في نفس الخزان يؤرق قيلولتهم وهناءهم وصفوَهم لحظات، حين تسير العربات التي تجرّ خزانهم على الشوارع المرصوفة فتأنس لهم اللحظة ويعيبون رجا قرعه الخزان لأنه يؤرقهم ويؤرق صفوة السائق، فينزعج ويقرّر معاقبتهم بالجنوح عن الطرق المرصوفة والانتقال إلى الطرق الوعرية والمتعثرة ويهتز فيها خزانهم وتهتز أبدانهم وكروشهم ورؤوسهم.... ويتمنون على رجا الانتقال إلى خزان آخر. وهنا يصعد رجا من قرعه الخزان وهكذا دواليك ردًا على ما يرى من المقطورين بالخزانات نحو الهاوية، فيغضب وتقوم عليه إجماعات وتناقضات لا تلتقي بالظاهر إلا أنّ حياة الخزان وامتهانهم أنسها أقوى، ويغلب على مواقفهم المعلنة ويجمعهم من أجل النيل من رجا وما يمثل:
أولهم ممثلو #المشروع_الصهيوني ومرتزقتهم، وثانيهم #نخب_اقتصاديةمحلية، وثالثهم أقطاب مشروع #السلطة_الفلسطينية وأعوانهم، ورابعهم#قومجيي_العصر، وخامسهم #الأصولية_الدينية وأركانها (من كل الديانات وخاصة الاسلامية والمسيحية)، وسادسهم الطائفيون والمذهبيون#والتكفيريون ورعاتهم، وسابعهم #أقران رجا من نفس الطريق الذين يخشون على مصالحهم ومواقعهم..
أما ثامنهم فسيأتي لا محالة قبل صيف!
أما بالعودة إلى موضوع الحيّز الخاص وإرهاصاته الاخيرة فيا بؤس الضحايا إن كنّ هؤلاء اللاتي سيُلجأ إليهنّ عند الحاجة، وما قالته الرفيقة عايدة توما بهذا قول فصل. أما امتهان قول الحق الذي يُراد به باطل فهي - وإن كانت سلعة رائجة ولها سوق - فلن تدوم ولن تصمد في امتحان الحقيقة يومًا أو بعض يوم. إن قمة البؤس الذي يعيشه قسم لا بأس فيها من نخبنا هو عدم إدراكها أنّ ما يقول ويفعل رجا هو ما يمثل القواعد والجماهير الصادقة الصدوقة والتي لن تتخلى لا عن رجا ولا عمّا يمثله.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48