أخبارنا

يا فرحة ما تمت ، فماذا نعمل

كما يبدو فان قانون منع الاذان سيعرض على الحكومة يوم الاحد القادم تمهيدا لعرضه على الكنيست يوم الأربعاء. قيل في الاعلام العبري ان يائير ابن نتنياهو يضغط على والده لاسكات الاذان القادم من مآذن جسر الزرقاء .

 

طبعا هذه الترهات والسخافات لن تنطلي علينا ، فقانون الاذان يرتبط بسياسات احتلالية وفاشية وعنصرية وهو جزء من استراتيجية طويلة الامد لتهويد القدس وفضائها العربي - الاسلامي والمسيحي- وهو رد فعل مباشر وفوري لقرار منظمة اليونسكو بخصوص اسلامية المسجد الاقصى وحائط البراق.

 

اما في الداخل الفلسطيني فلا تختلف الاهداف الاستراتيجية والسياسات العنصرية لهذه الحكومة، ولكنها تتلفع بحجج حول الضوضاء والازعاج ، وهنا لا اكشف سرا ان قلت ان الائمة والمؤذنين في بلادنا يتعاملون بايجابية وواقعية مع اي توجهات اليهم، تنطلق من احترام للشعائر الاسلامية وحقهم في القيام بواجباتهم الدينية من جهة، وتراعي ظروف الناس وخصوصياتهم. ولذلك فان ما تتذرع به الحكومة لا يستند الى اسباب موضوعية حقيقية غير نواياها العنصرية والفاشية بسلبنا حقوقنا القومية والدينية والمدنية.

 

"رؤية استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات"

 

لن يثني حكومة نتنياهو اليمينية عن اهدافها الا موقف عربي وحدوي يرتكز الى رؤية واضحة وشاملة للواقع وتحدياته، ورؤية استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات التي تفرضها الحكومة ، وذلك من خلال عمل وحدوي منسق ومنسجم بين الاطر القيادية الفاعلة كلجنة المتابعة والقائمة المشتركة ولجنة الرؤساء كهيئة وحدوية ; وايضا الرؤساء أنفسهم ، هذا فضلا عن القوى الاجتماعية والاهلية الفاعلة والشخصيات المؤثرة ، بل كل فرد في موقعه ودائرة تأثيره.

 

"نحتاج الى قيادة وحدوية تنكر الذات وتتجاهل الرغبة في الإنجاز الشخصي"

 

ان التعامل مع قانون منع الاذان برؤية شمولية واسعة للمشهد السياسي المركب محليا واقليمية ، سيسمح بتقدير اصوب للموقف ولمتطلبات مواجهته. فاذا اكتفينا بالجهود الفردية المبعثرة واحيانا المتشاكسة لاعضاء القائمة المشتركة من اجل تأجيل التصويت بالقراءة التمهيدية يوم الاربعاء ، فاننا نحتاج الى جهد جماعي وقيادة وحدوية منسجمة ومتناغمة، كي نستطيع مواجهة الحكومة بأسرها في مواجهة سياساتها العنصرية .

 

نحتاج الى قيادة وحدوية تنكر الذات وتتجاهل الرغبة في الانجاز الشخصي، وتصبو الى تحقيق الانجازات الجماعية المتمثلة في تغيير مجريات الامور ومواجهة السياسات العنصرية الاحتلالية للحكومة.

 

ان جمهورنا العربي وان صفق للجهودالفردية وسعد بانجازات شخصية هنا وهناك، فهو ينتظر سلوكا جماعيا وحدويا منسقا ومتناغما، يجسد ارادة الشعب وجوهر المطلب الجماهيري بتشكيل القائمة المشتركة وبناء لجنة المتابعة وتطوير اداء لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية .

 

تغيير الثقافة الفصائلية

 

ما لم نتحول من رد الفعل الى الفعل ونخرج من حالة الاستنزاف الدائم لقوانا وافكارنا وبرامجنا وما لم تتغير ثقافتنا الفصائلية والشخصانية ، العفوية والارتجالية، الى ثقافة العمل المؤسسي الجماعي المنظم المرتكز الى رؤية شاملة وخطط استراتيجية وبرامج حقيقية مع اولويات واضحة، لن نتمكن من مواجهة سياسات واستراتيجيات تقف خلفها مؤسسات حكومية ومراكز بحثية بكل امكاناتها المادية والفكرية.

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

مؤتمر المبادرة الاجتماعية الثالث: التمكين...

2024/11/05 16:34

بيان: اعتداء وحشي على الزعيم الوطني مروان...

2024/10/27 21:33

شروط الجيش لوقف الحرب مع حزب الله

2024/10/14 13:58

طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران؛ "الفجوات...

2024/10/11 10:05

مقتل 3 جنود في تفجير عبوة ناسفة شمال القطاع

2024/10/10 20:48